الاثنين، 9 يناير 2012

التحديات والصعوبات التي تواجه المشرف التربوي مستقبلا !

كل يوم خميس على المحبة نلتقي...(التحديات والصعوبات التي تواجه المشرف التربوي مستقبلا!!)...(76)









  • ·                لا شك أن الأيام القادمة...بل السنوات القادمة تحديداً... تحمل معها تحديات كثيرة نتيجة سرعة معدلات التغير وتفجر المعرفة مما يضاعف من الصعوبات التي سيواجهها المشرف التربوي.
  • ·                والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: ما أهم التحديات والصعوبات التي ستواجه المشرف التربوي مستقبلاً؟. 
  • ·                سؤال كبير - سأحاول الإجابة عنه في سياق هذا العرض المبسط - وقبل الإجابة عنه...ينبغي أن أتوقف قليلاً عند تعريف: (المشرف التربوي) ومن ثم (الإشراف التربوي). 
  • ·                فالمشرف التربوي هو: (ذلك المتخصص الذي يتولى مهمة تحسين العملية التعليمية والتربوية من مختلف جوانبها والعمل على تحقيق أهدافها في مراحل التعليم العام). 
  • ·                أما الإشراف التربوي فهو:(تلك العملية التي يتم من خلالها تقويم وتطوير العملية التعليمية ومتابعة تنفيذ كل ما يتعلق بها لتحقيق الأهداف التربوية المخطط لها، و يدخل في ذلك جميع العمليات التي تجري في المدرسة سواء أكانت تدريسية أم إدارية  وتتعلق بأي نوع من أنواع النشاط التربوي في المدرسة أو خارجها والعلاقات والتفاعلات الموجودة فيما بينها). 
  • ·                أما ما يتعلق بالصعوبات والتحديات: لعله يخفى على البعض أن المشرف التربوي يعاني من عدة مشكلات يأتي في مقدمتها...نظرا لعدم:
1-     إعداد المرشح للإشراف التربوي إعدادا تربويا صحيحا قبل الانخراط في ذلك العمل حيث يتأكد إلحاقه بكليات التربية المختصة لتتولى تخطيط و تنفيذ البرامج المتعلقة بالإشراف التربوي، مما يؤثر سلباً في توافر الكفايات العملية و المهنية لدى المشرفين التربويين أثناء ممارستهم الوظيفة.
2-     استفادة بعض المشرفين التربويين من مشاركتهم في الدورات التدريبية أثناء الخدمة بسبب غياب التخطيط الجيد والدقيق للدورات التدريبية مسبقا وفق احتياجاتهم مما يؤدي إلى قلة الجدوى والفاعلية.
3-     إشراك بعض المشرفين التربويين في اتخاذ القرارات المتعلقة بعملهم الميداني.
4-     توافر مكتبة تضم الكتب والدوريات         والرسائل العلمية الحديثة في مجال الإشراف التربوي. 
5-      استخدام التقنية الحديثة في حفظ البيانات    والملفات والسجلات كل هذا يؤدي إلى انخفاض مستوى الكفاية.
6-     وجود صلاحيات كافية للمشرف التربوي لاتخاذ القرار المناسب في المكان المناسب على زيادة عدد المعلمين أو نقصهم في مدرسة معينة ويضطر حينئذ إلى مراجعة أو إعلام رئيسه كتابياً لحل المشكلة .
7-     وجود قواعد معلومات متطورة لدى المشرف التربوي عن المعلمين في مجال عمله يفقده القدرة على اتخاذ أي قرار دقيق يتعلق بعمله .
8-     إضافة إلى ...كثرة الأعباء الإدارية الملقاة على عاتقه، فهذه تعد في مقدمة الصعوبات والمشكلات التي تواجهه إذ توجد أعباء و مهام يكلف بأدائها وقد تفوق طاقته مما يؤدي إلى تقصيره  القيام بدوره الأساسي في الإشراف على العملية التعليمية وتطويرها ويتضح ذلك القصور حين نعلم قلة عدد المشرفين التربويين في الميدان  نتيجة افتقار الإشراف التربوي إلى كثير من عناصر الجذب.
9-     وكثرة نصاب المشرف التربوي من المعلمين  مما يؤدي إلى ضيق الوقت أمامه سواء في التخطيط أو الإسهام في إعداد البرامج التنشيطية و التدريبية، ويؤثر سلبا في مستوى أدائه وعطائه...حيث نأمل ألا يزيد نصاب المشرف التربوي على سبعين معلماً كحد أعلى ولا يقل عن خمسين معلماً كحد أدنى.
10-        كما أن هناك فئة من المشرفين الذين يقومون بأداء أعمالهم بطريقة آلية لا تجديد فيها ولا ابتكار وهمهم الأول أن ينجز أحدهم عمله بطريقة روتينية حتى يتوصل إلى رضا المسئولين عنه.
11-        فئات أخرى من المشرفين التربويين يعيشون ما يمكن أن يسمى بـ (الأمية الإشرافية) وتتمثل هذه الأمية في عجز المشرف التربوي عن متابعة المستجدات في مجاله وبالتالي عدم أداء مهماته وتحقيق الأهداف المأمولة منه، واستخدام الأساليب المناسبة، وعليه فالمشرف الأمي هو ذاك الذي يستمر في مكانه وبات يعيش في معزل عن التدفق المعرفي تربوياً وثقافياً، بينما أضحى استخدام الحاسوب وتوظيف خدماته من متطلبات عمله الرئيسة، فكيف له إذن الاستغناء عن كل ذلك؟ ألا يوهم بالأمية من فقد هذه القدرات ؟.
12-        و من المشكلات التي يعاني منها المشرف التربوي أيضا القصور في توصيف مهامه، وتعدد مصادر التوجيهات و التعليمات و تفاوتها إضافة إلى قلة الحوافز التي تدفع الزملاء المعلمين المتميزين للالتحاق بالإشراف التربوي.
  • ·                 وما يزيد الأمر سوءً بالنسبة للمشرف التربوي المشكلات المذكورة التي يعاني منها، والتي تحد من فعاليته و بالتالي من تحسين الأداء على المستوى التربوي و على مستوى العملية التعليمية          والتربوية إذ لا يزال المشرف قابعا تحت مظلة تلك الصعوبات والمشكلات الأمر الذي بات يتطلب من المسؤولين مزيدا من الجهود الحقيقية لإيجاد حلول فعالة لتلك الصعوبات والمشكلات، ولتحقيق فعالية المشرف التربوي وتحسين أدائه لمواجهة تلك التحديات لا بد من معالجة تلك المشكلات و الصعوبات الميدانية أو الإدارية        والتغلب عليها بتقنية تربوية عالية الفعالية تتفق مع روح العصر القادم.
  • ·                واتساقا مع ما سبق فقد أشارت بعض الدراسات والبحوث إلى أن هناك مشكلات وصعوبات ينبغي لنا مواجهتها والتصدي لها مستقبلا...ويتطلب هذا بالطبع النظر فيما يلي :
أولا: أن يتمتع المشرف التربوي بالقدرة الكافية التي تعينه على معرفة المشكلات التربوية والمهارات التحليلية       والاتصالية والعلاقات الإنسانية والخبرة في طرائق التدريس العامة والخاصة ونقد المناهج والمقررات الدراسية.
ثانيا: أن يكون لدى المشرف التربوي تصور واضح وفهم  صحيح لجميع الأساليب الإشرافية وما يتعلق بالتقنيات الإشرافية الإبداعية.
ثالثا: أن يحرص المشرف التربوي على إقامة علاقات إنسانية مع زملائه المعلمين وأن يطلق لقدراتهم العنان وأن يبدع ويبتكر في مجال عمله الإشرافي.
رابعا: آن الأوان للمسئولين عن الإشراف التربوي إعادة النظر فيما يتعلق بأهداف ومهام المشرف والإشراف التربوي.
خامسا: عقد دورات تدريبية  مستمرة عبر المؤسسات المتخصصة في برامج الكمبيوتر للمشرفين التربويين في مختلف المناطق والمحافظات التعليمية للرفع من مستواهم في هذا الجانب.
سادسا: البحث الجاد عن المعلمين المتميزين القادرين على التجديد و الابتكار والإبداع وترشيحهم مشرفين في مجال الإشراف التربوي حيث إننا مقبلون على تحد كبير في المستقبل فنوعية القيادة الإشرافية لها دور كبير في التطوير نتيجة لتركيز الأهداف التعليمية على زيادة الإنتاجية      وتحسين الكفاية ونوعية التعليم ومخرجاته وتتطلب المرحلة المقبلة توافر القادة من المشرفين التربويين الذين يتميزون بالنشاط والحيوية والإبداع والمرونة والمهارات خاصة وأن زمام الترشيح حاليا بيد الإدارات العامة للتعليم.
سابعا: ربط التعليم بشبكة الإنترنت الدولية ليكون قريبا من ثورة تكنولوجيا المعلومات التي تطرق بقوة أبواب القرن الحادي والعشرين.
ثامنا: تفعيل دور المشرف التربوي من خلال إتاحة الفرصة للكفاءات الوطنية بالابتعاث لتنمية الكوادر الإشرافية على أن تكون أبحاث الماجستير و الدكتوراه علاج مشكلة أو تطوير شيء ما في نظامنا التعليمي.
 كما أن الاستفادة من تجارب الدول العربية والمتقدمة في مجال الإشراف أمر مهم جدا فينبغي إتاحة الفرصة أمام المشرف التربوي بأن يلتقي بمشرفي الدول الأخرى لتبادل الخبرات في هذا المجال .
تاسعا: وأخيراً، فإن تجاوز المشرف التربوي مشكلاته، واستقامت شؤونه ورفعت معنوياته وتمكن من آليات حقيقية للعمل بات قادراً على أداء دوره بفاعلية تامة في الميدان ومعالجة ما يعترضه من مشكلات وصعوبات وتحديات.
  • ·                 وبعدئذ يمكن أن نتوقع إشرافاً يرقى إلى تحقيق تطلعات وطموحات الأجيال القادمة مستقبلاً، ولا بد من توفير دورات تهدف أساساً إلى تنمية خبرات المشرف التربوي وإغناء قدراته علمياً وفنياً مما يجعل الجميع يطمئن إليه فتكون إنجازاته تقابل بالتقدير والثناء.


           إعداد مغلي الجميع


          ابو د. بدر...فالح الخطيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق