الأحد، 30 نوفمبر 2025

كل يوم على المحبة نلتقي لنرتقي...تغريدات  لأرهامونت... (3396 (  غنى بلا قلب، الفقر الذي لا يُرى داخل البيوت  1

 

في أزقة المدينة الحديثة، وبين الأبنية الفخمة والمركبات الفارهة، تختبئ قصص لا يراها أحد، رجل غني، يمتلك ما يكفيه ويزيد، إلا أن بيته خالٍ من أبسط عناصر الحماية والكرامة لأهله.

 

 فزوجته وأطفاله يقفون على أبواب الجيران، يمدون أيديهم طالبين لقمة من العيش تحفظ لهم كرامتهم، بينما الأب حاضر بجسده وغائب بروحه.

 

هذا المشهد ليس عن نقص المال، بل عن فقر أعمق، فقر الضمير، وفقدان المسؤولية، فالأقسى من الجوع هو أن ترى من يفترض أن يكون سندك، قادراً على العطاء، لكنه يختار الصمت، لأن الأطفال، ببراءتهم، لا يفهمون سبب هذا الحرمان، في عيونهم سؤال صامت، لماذا؟ ولمَ لا يجد أبينا ما يسد جوعنا؟.

 

البيت الذي يُفترض أن يكون ملاذاً، يصبح ساحة للفقر الداخلي، فالمال وحده لا يصنع حياة كريمة، بل الإنسان هو من يعطيها معنى، ولأن الأب الذي يترك أسرته بلا طعام ولا حنان يعيش انهياراً صامتاً، لا تظهر علاماته إلا في وجوه من حوله، في صمت زوجته، وفي نظرات أطفاله المرهقة من سؤال لم يُجب عنه.

 

تجارب الحياة تعلمنا أن الغنى الحقيقي لا يقاس بما تعطيه ولا بما تملك، لأن الثروة بلا رحمة، كالسماء بلا مطر، لا حياة فيها، والأقسى من ذلك، أن يكون الجوع داخل بيت غني، فلا يجد الأطفال إلا أبواب الآخرين، ولا يجدون الأب الذي يفترض أن يكون رمز الأمان.

الفيس بوك

http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644

تويتر

https://twitter.com/faleh49

مدونة أرهامونت

 http://faleh49.blogspot.com/

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق