كل يوم على المحبة نلتقي لنرتقي...تغريدات لأرهامونت... (3226 ( الحوار من أجل الفهم
الإشكالية التي بيني وبينك أخي الكريم حينما يكون الحوار بيننا مناقشة، ألاحظ عليك أنك إنسان لا تسمع كي تفهم، أو على الأقل لتصمت، إنما تسمع لترد فقط، فلا مقاربة بيننا، وما أشرت إليه من الاستماع هنا بغرض الرد بدلاً من الاستماع بغرض الفهم هو فعلاً أحد أبرز ما يعوق الحوار المثمر.
الحوار الحقيقي يحتاج إلى إصغاء صادق، أن أستمع إليك كأنك المعلم لي الآن، والتريث هنا، ألا أتعجل في الرد حتى أستوعب مقصدك، ولمحاولة المقاربة، أن أبحث عن أرضية مشتركة لا عن ثغرة للرد، لأن حسن الظن، أن أنظر لكلامك باعتباره إضافة، لا خصومة.
الاستماع للفهم، لا للرد، الفرق بين الحوار والمعركة هي كلمة، هي من يسمع ليجيب فقط، لا كي يفهم إلا نفسه، والحوار الحقيقي يبدأ حين نصغي لنفهم، لا لنجد ثغرة للرد، وأحياناً الصمت لفهم الطرف الآخر أفضل من الكلام لمجرد الرد.
من يسمع ليفهم، يكسب احترام العقل قبل الكلام، والذي يسمع ليجيب فقط، يضيع فرصة أن يتعلم، لأن الاستماع بوعي، أحياناً أهم من أي جواب، أو حتى رد.
والفهم قبل الرد هو مفتاح أي نقاش مثمر، ومن يتكلم كثيراً ليُثبت نفسه، غالباً لا يسمع الطرف الآخر، والحوار هو جسر بين عقلين، وليس ساحة للانتصار.
صوتك لا قيمة له إن لم تصغِ لصوت الطرف الآخر، فأحياناً أهم كلمة في النقاش هي التي لم تُقل بعد، والسماع للفهم يجعل العقل أوسع والكلام أنقى، فالجدال لمن يريد الفوز، والحوار لمن يريد الفهم.
استمع لتفهم، لا لترد، الفارق يغيّر كل شيء، أصغِ قبل أن تتحدث، فالكثير من الردود تأتي بلا جدوى، لأن الاستماع فن قليل ممارسته، لكنه أساس كل تواصل حقيقي بين جميع الأطراف.
الفيس بوك
http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644
تويتر
مدونة أرهامونت
