كل يوم على المحبة نلتقي لنرتقي...تغريدات لأرهامونت... (3225 ( الحوار مع المخالف لي في الرأي
إذا أردت اكتشاف عقل أي شخص سياحة فانظر إليه كيف يحاور من يخالفه في الرأي، بمعنى طريقة الإنسان في محاورة من يخالفه، ربما تكشف الكثير، في اتساع أفقه، وهل هو يتعامل مع الاختلاف كفرصة للفهم أم كتهديد لذاته؟
كذلك تكتشف درجة نضجه، وهل هو يهاجم الشخص أم يناقش الفكرة؟، وهل في قوة منطقه، وهل يستند إلى أدلة وحجج، أم إلى انفعال وعاطفة فقط؟ أو سعة صدره، وهل يصبر على الاستماع، أم يقاطع ويُقصي الآخر؟.
الجدال عند الكثير من الناس مجرد معركة لإثبات (أنا على حق)، بينما عند العقلاء هو مساحة للتعلّم والتكامل، فمن أراد أن يعرف عقل أي إنسان، فلينظر كيف يحاور من يختلف معه، لا كيف يتفق مع من يشبهه، لأن الاختلاف لا يكشف الفكرة فقط، بل يكشف صاحبها أيضاً.
والعقل الضعيف يرى المخالف خصماً، والعقل الراجح يراه فرصة لفهم أوسع، وليست قوة الحجة في ارتفاع الصوت، بل في عمق الفهم، ولأن أسلوبك مع من يخالفك، مرآة لوعيك، لا لثقافتك فقط، وحين تتحاور مع من يخالفك، فأنت لا تختبره فقط، بل تختبر نفسك، والخلاف يكشف أخلاق العقول قبل قوة الحجج.
من يرفض الاستماع للمخالف، يضيّع نصف الحقيقة، النقاش مع المختلف قد يبني جسراً، أو يكشف هاوية، والاختيار بيدك أنت، ولا يُقاس عقل الإنسان بما يحفظ، بل بكيفية تحاوره مع المختلف عنه، لأن العقول الكبيرة تبحث عن الحقيقة، لا عن الانتصار.
في كل حوار اختلاف، هناك مرآة، إما ترى نفسك بوضوح، أو تكسرها بيدك، فالجدال لا يُفسد للود قضية، إلا عند من جعل كبرياءه أعظم من وده.
الفيس بوك
http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644
تويتر
مدونة أرهامونت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق