الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025

كل يوم على المحبة نلتقي لنرتقي...تغريدات  لأرهامونت... (3447 ( ضريبة النضج، حين تختفي الدهشة   2

 

لكن انعدام الدهشة لا يعني موت القلب أو برود المشاعر، بل إنه انعكاس طبيعي لإنسان عاش الحياة بعمق، خاض تجاربها وتعلم من خيباتها، وأصبح قادراً على رؤية الأشياء بوضوح أكبر.

 

والخطر الحقيقي يظهر عندما يتحول هذا الفهم إلى لامبالاة، حين نغلق قلبنا على كل جديد بحجة النضج، فنفقد الفرصة للدهشة، وحتى للفرح.

 

النضج الحقيقي هو أن نحافظ على مساحة صغيرة للدهشة، وأن نعلم متى نستخدم العقل ومتى نترك القلب يقودنا إلى الانبهار.

 

فالحياة بلا دهشة قد تستمر، لكنها تفقد رونقها، والنضج بلا شعور قد ينجح لكنه لا يُلهم.

 

إن أجمل ما يمكن أن يقدمه الإنسان لنفسه بعد النضج هو أن يعرف كيف يوازن بين العقل والقلب، بين الفهم والدهشة، ليظل قادراً على الابتسام، والإعجاب، والدهشة، ولو بصمت.

الفيس بوك

http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644

تويتر

https://twitter.com/faleh49

مدونة أرهامونت

 http://faleh49.blogspot.com/

كل يوم على المحبة نلتقي لنرتقي...تغريدات  لأرهامونت... (3446 ( ضريبة النضج، حين تختفي الدهشة   1


أختي الغالية / أخي الغالي، الحياة تمنحنا الخبرة، لكنها تفرض ثمناً عليها؛ ومن أثقل هذه الأثمان ما يُعرف بضريبة النضج، وهي انعدام الدهشة.


في مراحلنا الأولى، كانت التفاصيل الصغيرة قادرة على إدهاشنا، كلمة طيبة، لقاء عابر، أو لحظة صافية من الصدق.


كل شيء كان يبدو أكبر من حجمه الحقيقي، لأن قلوبنا كانت واسعة بما يكفي لاستقبال مفاجآت الحياة البسيطة والكبيرة على حد سواء، لكن مع مرور الوقت، تتراكم التجارب، وتتكرر المشاهد، فنبدأ بفقدان القدرة على التعجب.


لأن النضج يمنحنا الحكمة ويزيد وعينا، لكنه في الوقت نفسه يسحب من حياتنا جزءاً من المفاجأة، ويحول دهشتنا إلى فهم هادئ.


بحيث نكتسب القدرة على التوقع، ونتعلم ألا نفرح أو نحزن بسرعة، ونرى الأحداث/ المواقف... كما هي بلا رتوش، بلا مبالغة.

الفيس بوك

http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644

تويتر

https://twitter.com/faleh49

مدونة أرهامونت

 http://faleh49.blogspot.com/

 

 

الاثنين، 22 ديسمبر 2025

كل يوم على المحبة نلتقي لنرتقي...تغريدات  لأرهامونت... (3445 ( قيود نصنعها، وأعمار من الزمن ندفع ثمنها 2

 

غير أن الحياة، بعد طول صبر، تمنح الإنسان لحظة صفاء نادرة؛ فكرة واضحة، صادقة، تضعه أمام مرآة حقيقته وواقعه من دون تجميل.

 

لحظة يدرك فيها أن القيد لم يكن في واقعه، بل في داخله، وأن ما كان يحتاجه لم يكن معجزة، بل قراراً مؤجّلاً.

 

عند تلك اللحظة، يقصّ شريط كل ما أعاقه؛ لا بضجيج، ولا باستعراض، بل بهدوء الواثق الذي تعب من الدوران في المكان نفسه، ويدفع ثمن الوعي دفعة واحدة، بعد أن كان يدفع ثمن التردّد أقساطاً طويلة من عمره.

 

فالتحرّر الحقيقي لا يعني غياب الخوف، بل القدرة على التقدّم رغم وجوده، لا يعني زوال العوائق، بل التوقّف عن تضخيمها حتى تشلّ من حركته.

 

ومن يدرك ذلك متأخراً يظلّ محظوظاً؛ لأن الوعي المتأخر خير من راحة زائفة تستمر حتى نهاية الطريق.

 

 لكن في نهاية الأمر، لا يخسر الإنسان حين يتأخر في الوصول، بل حين يرضى بالبقاء مقيّداً وهو يملك مفتاح الحلول لنفسه بعد توفيق الله سبحانه وتعالى.

الفيس بوك

http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644

تويتر

https://twitter.com/faleh49

مدونة أرهامونت

 http://faleh49.blogspot.com/

 

 

 

كل يوم على المحبة نلتقي لنرتقي...تغريدات  لأرهامونت... (3444 ( قيود نصنعها، وأعمار من الزمن ندفع ثمنها 1

 

لا يولد الإنسان مقيّداً، لكنه يتعلّم القيود باكراً، ثم يُتقن صناعتها بنفسه مع مرور الوقت، لأنه يضع حول روحه أسواراً من المبررات، ويُقنع عقله أن التراجع حكمة، وأن الانتظار عقلانية، وأن الصمت أمان، وهذا الأمر ليس صحيحاً على مستوى الحياة وما ينبغي لنا أن نعمرها.

 

وهكذا، من دون أن يشعر، تتحول الحياة إلى مساحة ضيقة؛ لا تؤلم كثيراً، لكنها لا تُرضي أبداً، وكثير من الناس يعيشون غير مرتاحين، ليس لأن حياتهم قاسية، بل لأنهم استسلموا لأسباب غير منطقية كبّلت قراراتهم، كي يغيروا ما بأنفسهم.

 

مرة بحجة الظروف، وأخرى باسم المسؤوليات، وثالثة خوفاً من نظرة الآخرين لهم، حتى يصبح القيد مألوفاً، ويغدو التخلّي عن الذات سلوكاً يومياً لا يُستغرب.

 

المفارقة أن هذه القيود لا تُفرض قسراً، ولا تُكتب ضمن قوانين حياتهم، بل تُبنى في داخل أنفسهم؛ فكرة تتضخم، وخوف يتراكم، وتجربة فاشلة تُعمّم على مستقبلهم كله، وعندها لا يعود الإنسان محتاجاً إلى من يمنعه، لأنه أصبح يمنع نفسه بنفسه.

 

تمرّ السنوات، ويكتشف المرء أن أكثر ما أضاعه لم يكن هذه الفرص، بل الوقت؛ ذلك الزمن الذي كان يمكن أن يُنفق في المحاولة، وفي التعلّم، وفي الخطأ، وفي إعادة الوقوف من جديد.

 

لكن الإنسان - بطبيعته - يُجيد تبرير الخسارة إذا جاءت مؤجّلة، ويصعب عليه الاعتراف بأن التردّد كان اختياره لا قدره.

الفيس بوك

http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644

تويتر

https://twitter.com/faleh49

مدونة أرهامونت

 http://faleh49.blogspot.com/

الأحد، 21 ديسمبر 2025

كل يوم على المحبة نلتقي لنرتقي...تغريدات  لأرهامونت... (3443 (  قلة الدين والأخلاق، أمراض؟   2    

 

كما أن استعادة الوعي المجتمعي بأهمية الأخلاق والدين يشكل حجر الزاوية في بناء مجتمع متماسك قادر على مواجهة التحديات، والحفاظ على كرامة أفراده ومكانته بين الأمم.

 

إن المجتمعات التي تهمل الدين والأخلاق تخسر أهم أصولها، فهي تفقد روحها الإنساني قبل أن تفقد هيبتها ومكانتها.

 

 لذلك، يجب أن تكون القيم الفضلى نهجاً يومياً، يُمارس في البيت والمدرسة ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، حتى تستقر في وجدان كل فرد، ويصبح السلوك القويم عادة لا اختياراً.

 

وعليه، تبقى رسالة الدين والأخلاق واحدة، لأن الإنسان إذا صان قلبه وأعماله، صان مجتمعه وأمّنه من الانهيار الروحي والأخلاقي.

 

 وقلة الدين وقلة الأخلاق ليستا مجرد نقائص تُعالج بالوعظ والإرشاد فقط، بل مسؤولية جماعية تتطلب الوعي والعمل المستمر من الجميع.

الفيس بوك

http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644

تويتر

https://twitter.com/faleh49

مدونة أرهامونت

 http://faleh49.blogspot.com/

 

 

كل يوم على المحبة نلتقي لنرتقي...تغريدات  لأرهامونت... (3442 ( قلة الدين والأخلاق، أمراض؟   1

 

في عالم تتسارع فيه الأحداث وتتصاعد فيه التحديات، تظل القيم الدينية والأخلاقية هي العمود الفقري الذي يوازن حياة الإنسان والمجتمع، لكن ما يؤسف له أن بعض المجتمعات تعاني اليوم من أمراض نفسية وروحية تضعف بنيتها وتعرقل تقدمها، وأبرزها قلة الدين وقلة الأخلاق.

 

قلة الدين ليست مجرد مسألة شعائرية، بل هي فقدان البوصلة الروحية التي توجه الإنسان نحو الحق والخير، وتجعله يعيش في انسجام مع ذاته ومع الآخرين.

 

أما قلة الأخلاق، فهي الانحراف عن المبادئ الإنسانية السليمة، والتي تشمل الصدق والأمانة والتواضع واحترام الآخرين.

 

وعندما تتزامن هاتان الآفتان، نجد أن أثرهما يتجاوز الأفراد ليصل إلى المجتمع بأسره، فينتج عنه ضعف في الثقة، وتفكك في العلاقات الاجتماعية، وانحلال في منظومة القيم.

 

فلا دواء لهذه الأمراض سوى التربية الصحيحة منذ الصغر، وغرس الفضائل في القلوب، والتشجيع على الاقتداء بالقدوات الصالحة، سواء كانت دينية أو أخلاقية.

الفيس بوك

http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644

تويتر

https://twitter.com/faleh49

مدونة أرهامونت

 http://faleh49.blogspot.com/

 

السبت، 20 ديسمبر 2025

كل يوم على المحبة نلتقي لنرتقي...تغريدات  لأرهامونت... (3441 (  المسافة التي تحمي المعنى    2

 

وينطبق الأمر ذاته على البشر، فالقرب غير المدروس قد يستهلك المشاعر، ويحوّل الألفة إلى اعتياد، والاحترام إلى تهاون.

 

لأن بعض الناس أجمل من بعيد، ليس لأنهم سيئون عن قرب، بل لأن المسافة تحفظ لهم صورتهم التي نحب، وتبقي العلاقة في توازنها الطبيعي.

 

نحن لا نحتاج دائماً إلى قول كل شيء، ولا إلى الاقتراب من كل أحد، ولا إلى كشف كل ما نشعر به في هذه الحياة.

 

الحكمة أحياناً في أن نعرف متى نتقدّم خطوة، ومتى نؤخر أخرى، فالتوازن بين القرب والبعد هو ما يصنع العلاقات الناضجة في حياتنا، والنصوص العميقة، وحتى الأفكار الواضحة.

 

المسافة ليست هروباً، بل احترام، ليست صمتاً، بل وعي، وهي في كثير من الأحيان أرقى أشكال الفهم، سواء بين الكلمات، أو بين البشر.

الفيس بوك

http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644

تويتر

https://twitter.com/faleh49

مدونة أرهامونت

 http://faleh49.blogspot.com/