كل يوم على المحبة نلتقي...تغريدات لأرهامونت... (3093 ( 1 ورقة تعهد مخيفة جداً
ألجأ للكتابة حين ينام الجميع، حين يطفئ العقل أضواءه ويجلس ذلك الشخص الصامت بداخلي يراقبني. يبتسم أحياناً، يغمض عينيه أحياناً أخرى، كأنه يحاول إقناعي أن الحياة ليست إلا فيلماً رديء الإخراج، وأنا مجرد كومبارس لا يعرف متى يصفق ومتى ينهار باكياً.
يا صاحبي الصامت، أتدري؟ قرر الطبيب أن يضيف إلى مجموعته من التجارب شيئاً جديداً عملية بسيطة، لأن كلمة بسيطة في الطب، كأنها حلوى توزع مع ابتسامات باردة، ثم يسلّمونك ورقة عنوانها التعهد، لتكتشف بين بنودها، قد يحدث شلل نصفي، جلطة، توقف قلب، وفاة إلخ.
زوجتي كادت أن تحلف عليّ ألا أوقّع، تظن أن توقيعي يستدعي الأقدار، لكنها لا تعرف أن الورقة ليست سوى مرآة ساخرة تكشف هشاشتنا.
نحن الذين نظن أننا نتحكم في كل شيء حتى نقرأ بند الوفاة واردة، فنشعر فجأة بأننا عراة تماماً أمام الحياة.
وقّعت، دخلت المستشفى وخرجت، وهأنذا أكتب لكم، ربما السبب الوحيد الذي يجعلني أكتب الآن أنني لم أتحوّل إلى خبر عاجل في شريط المستشفى، مريض يوقع ثم يرحل بلا وداع.
ما أروع هذه الحياة، نخاف من توقيع ورقة، ولا نخاف من اختياراتنا اليومية الأكثر خطورة، وظيفة لا نحبها، صديق يستنزف طاقتنا، حلم نؤجله كل صباح بحجة الظروف.
الفيس بوك
http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644
تويتر
مدونة أرهامونت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق