كل يوم على المحبة نلتقي...تغريدات لأرهامونت... (2909 ( 1 بر الوالدين في الحياة وبعد الوفاة
لماذا ينسى الأب / الأم بعد وفاتهما لمجرد ثلاثة أيام وينسون جميعاً فأين الدعاء لهما وأين التصدق عنهما أليس مثل الأمر براً بهما ولماذا لا نجعل بر الوالدين في حياتهما مثل وفاتهما أليس هذا واجباً علينا براً بهما.
أسوق هذا الكلام لأنه يدل على إحساس عالٍ بالمسؤولية والوفاء للوالدين، وهو سؤال في محله فعلًا، لأن كثيراً من الناس يقصّرون في حق والديهما في حياتهما، ثم إذا ماتوا تذكروهم لثلاثة أيام، ثم انشغلوا عنهما، وكأنهما لم يكونوا يوماً، فلماذا ننسى؟، لأن النسيان من طبع الإنسان، لكن ليس كل نسيان يُعذر عليه صاحبه، وخاصة في حق من تعب وسهر وربّى لكن منهما أليس هما والديكا.
أحياناً يكون الانشغال بالدنيا سبباً، بينما يكون أحياناً أخرى الجهل بأهمية الدعاء والتصدق عن الوالدين هو السبب، فأين الدعاء؟ وأين الصدقة؟، قال النبي ﷺ: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: (صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، وهذا الحديث فيه تذكير أن دعاء الأبناء للوالدين من أعظم البر بعد الموت، لكن أين نحن من هذا؟.
كثيرون يتذكرون والدَيهما أيام العزاء فقط، ثم تنقضي الأيام، ويعود كل شيء إلى سابق عهده فبر الوالدين ليس بعد الوفاة فقط، البر الحقيقي يكون في حياتهما بالكلمة الطيبة، بالخدمة لهما، بالجلوس معهما، برسم الابتسامة على وجوههما، وبعد الوفاة، بالدعاء، والصدقة، وصلة أرحامهما، وتنفيذ وصاياهما، والوفاء لهما.
فلماذا لا نبرّهم في وفاتهما كما نفعل بهما في حياتهما؟ لأن بعض الناس لا يعرف قيمة النعمة إلا إذا فُقدت وربما يكون من السهل أن نتصدق أو ندعو، لكن من الصعب أن نتحملهما أو نصبر على طباعهما وهما أحياء، وهنا يظهر البر الحقيقي، البر ليس موسمياً، ولا ينتهي بالموت، هو مسيرة وفاء تبدأ بالحياة ولا تنتهي بالممات، ومن أحبّ والديه حقاً، فلن ينساهما لا إلى ثلاثة أيام ولا إلى ثلاثين سنة.
بعد
وفاة الوالد أو الوالدة، نحزن يومين، نبكي ثلاثة، ثم ننسى، فأين البر؟ أين الوفاء؟
ألم
نُؤمر بالدعاء لهما؟ والصدقة عنهما؟ ببرّهما حتى بعد وفاتهما؟، (ربِّ ارحمهما كما
ربياني صغيراً)، هذه الآية ما نزلت فقط لتُقرأ، بل لتُعاش في حياتهما وبعد
وفاتهما، فكم مرة دعوت لوالديك بعد وفاتهما من قلبك؟، البر لا ينتهي بالموت.
الفيس بوك
http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644
تويتر
مدونة أرهامونت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق