كل يوم على المحبة نلتقي...تغريدات لأرهامونت... (2912 ( 2 لماذا نبر بوالدينا ومتى ذلك؟
لماذا نبرّ بوالدينا؟، لأنهما السبب -بعد الله- في وجودنا، ولأنهما أحبّونا قبل أن نعرف حتى معنى الحب، ولأننا لو حملناهم على أكتافنا العمر كله، ما وفينا لهم لحظة تعب، فبرّ الوالدين ليس معروفاً نردّه لهما، إنما هو وفاء لا ينتهي، هم من تعبوا من أجلنا كي نكبر، وتحملوا لنرتاح، وبكوا لنبتسم، وبرّ الوالدين دين، لكنه دين لا يُقضى، حتى لو صلّيت، وصمت، وتصدّقت، يبقى رضاهم طريقاً مختصراً إلى رضا الله.
والله سبحانه وتعالى لم يقل (أطيعوا والديكم)، بل قال: وبالوالدين إحسانا، لأن البرّ ليس طاعة عمياء، بل إحسان في القول، والرفق في الفعل، ورحمة في القلب، وإذا أردت أن تعرف مستوى إيمانك، وبرك بوالديك، فانظر إلى طريقة حديثك مع أمك، وطريقة احترامك لأبيك.
فعلاً البر لا يُؤجَّل، والأعمار لا تُؤمَّن، فمن كان له والدان على قيد الحياة، فليغتنم كنزين من رضا الله، حتى لو رحلوا، يبقى البرّ، بالدعاء، والصدقة، وصلة الرحم، وتنفيذ وصاياهما، لأن البر لا يموت بموتهما.
بر الوالدين نور يضيء دروب الحياة، فكل ابتسامة تشرق من رضاهما، هي دفء يملأ القلب بالإيمان، وفي حضرة الوالدين تولد معاني التسامح، فهما مصدر الحنان والعطاء، ورصيد لا ينضب من الحب الحقيقي.
لا ينطق الإنسان بكلمة شكر تكفي لرد جميل الوالدين، فهم قلوبٌ سكنت معاني العطاء بلا مقابل ولا انتظار، وحين تمسك بيد والدك في السراء والضراء، تشعر بأن الحياة تبتسم لك، وأن رضا الله يسكن في عيونهم.
كل لحظة مع الوالدين هي فرصة للتأمل في أعظم معاني الإنسانية: الحب، الرحمة، العطاء بلا حدود، وفي كل دعاء تُوجهه لوالديك، تنقش اسمك على لوحة من بركات السماء، وتزهر بذور الفضل في أرض العمر، لأن بر الوالدين ليس مجرد واجباً، بل هو فن يتم صقله بالتواضع، والصدق، والاستسلام لحكمة الحياة التي رسمها الله لنا.
الفيس بوك
http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644
تويتر
مدونة أرهامونت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق