الثلاثاء، 15 أبريل 2025

كل يوم على المحبة نلتقي...تغريدات  لأرهامونت... (2911    ( 1 لماذا نبر بوالدينا ومتى ذلك؟

 

هناك سؤال عريض يطرح نفسه هنا لماذا نبر بوالدينا ومتى؟ وهل بر الوالدين حقيقة أم واجب لأن برهما دين يصعب تسديده.

 

فهذا السؤال الجميل والعميق في الوقت نفسه، يحمل بين طيّاته أبعاداً دينية، إنسانية، وعقلية، فلماذا نبرّ بوالدينا؟، لأنهما الأصل والسبب بعد الله في وجودنا، فالوالدان هما من كانا سبباً بعد الله في وجودنا، وتحمّلا مشقّة الحمل والولادة والتربية، وخاصة الأم التي قال الله عنها: (حملته أمّه وهناً على وهن)، والأب الذي يعمل ويتعب لتوفير العيش الكريم، فهما أول من أحبنا بصدق، دون شرط، ودون انتظار مقابل، ولأن البرّ ليس مجرّد معروف، بل هو وفاء، لأن البرّ هو شكل من أشكال الوفاء الإنساني، والاعتراف بالجميل، حتى من لا يؤمن بدين أو شريعة، يرى في برّ الوالدين خُلُقاً رفيعاً يعبّر عن إنسانية راقية.

 

وكذلك لأنه أمر إلهي صريح في القرآن الكريم، فقد قرن الله بين عبادته وبرّ الوالدين،  )وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا (

لكن متى نبرّ والدينا؟، ففي حياتهما برّهما بالدعاء، والخدمة، والاحترام، والعطف، وتقديمهما على النفس، وبعد وفاتهما، بالدعاء، والصدقة، وصلة رحمهما، وتنفيذ وصاياهما.

 

وهل بر الوالدين واجب لأنه دين لا يُقضى؟ نعم، من وجهة نظر إسلامية وإنسانية، برّ الوالدين واجب لأنه لا يمكن للابن أو البنت أن (يُسدد) ما قدمه الوالدان من تضحيات، قال النبي ﷺ: لا يجزي ولدٌ والداً إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيعتقه) أي أن أعظم صور البرّ لا تفي حق الوالدين، لكن المقصود هنا ليس أن نحبط أو نشعر بالعجز، بل أن نُدرك عِظم هذا الحق، ونبذل أقصى ما يمكن، بصدق، ومحبة، وإخلاص لوالدينا في حياتهما وبعد مماتهما.

 

فبرّ الوالدين ليس فقط واجباً دينياً، بل هو سبب للبركة في الحياة، وراحة إلى النفس، وطريقٌ للقبول عند الله، ونجاح في الدنيا والآخرة، وهو أيضاً امتحان يومي لقيمة الوفاء، والتواضع، والرحمة في قلوبنا.

  الفيس بوك

http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644

تويتر

https://twitter.com/faleh49

مدونة أرهامونت

 http://faleh49.blogspot.com/

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق