الخميس، 18 ديسمبر 2025

كل يوم على المحبة نلتقي لنرتقي...تغريدات  لأرهامونت... (3436 (  تنظيف العقول قبل تبديل الثياب   1

 

نحرص، في تفاصيل حياتنا اليومية، على نظافة مظهرنا الخارجي، فنبدّل ملابسنا كلما لامستها حقيقة الأوساخ، ونتجنب الخروج بثوب يوحي بالإهمال أو عدم الاكتراث وذلك أمام الآخرين.

 

 فالثياب، في عرف المجتمع، عنوان أوليّ للاحترام والقبول، غير أن هذا الحرص الظاهري كثيراً ما يقف عند حدود القماش، ولا يتجاوز إلى ما هو أخطر وأبقى عند الفكر.

 

فالأفكار، شأنها شأن الثياب، تتعرض للاستهلاك والتلوث، تتسخ حين نُسلمها للتعصب، أو نُغلق عليها أبواب المراجعة، أو نُقدّسها لمجرد أنها مألوفة في حياتنا.

 

ومع ذلك، نادراً ما نفكر في - تبديلها - أو حتى تنظيفها، والأسوأ من ذلك أن بعضنا لا يكتفي بالاحتفاظ بأفكار ملوثة ومتسخة، بل يدافع عنها دفاعاً شرساً، وكأن الاعتراف بخطئها مساس بذاته الإنسانية أو انتقاص من قيمته الشخصية.

 

إن أخطر أنواع الاتساخ ليس ما يظهر على الأجساد، بل ما يستقر في العقول، فالفكرة حين تفسد، لا تبقى حبيسة الذهن، بل تتحول إلى سلوك، ثم إلى خطاب، ثم إلى واقع معاش، ومن هنا تبدأ الأزمات، حين يصبح الخطأ رأياً محترماً، ويُنظر إلى المراجعة باعتبارها ضعفاً، لا شجاعة.

 

لقد تعلّم الإنسان أن يغسل جسده لأنه يخشى نظرة الآخرين، لكنه لم يتعلم بالقدر ذاته أن يغسل فكره لأنه لا يخشى محاسبة داخلية، فالمجتمعات تحاسب على المظهر، وتغض الطرف عن المضمون، فتترسخ القناعات الخاطئة، وتتحول إلى مسلمات يصعب الاقتراب منها أو نقدها.

الفيس بوك

http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644

تويتر

https://twitter.com/faleh49

مدونة أرهامونت

 http://faleh49.blogspot.com/

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق