الأربعاء، 24 ديسمبر 2025

كل يوم على المحبة نلتقي لنرتقي...تغريدات  لأرهامونت... (3449 ( خداع العناوين، حين تُصاغ الحقيقة بطريقة أخرى  

 

في زمن السرعة وتدفّق المعلومات، أصبح العنوان هو الحارس الأول الذي يقرر إن كنا سنتوقف أمام الخبر أم نمرّ عليه مرور العابرين، المشكلة أن كثيراً من العناوين كعناوين الكتب مثلاً أو خبر (ما) لا يكتب ليوضح الحقيقة، بل ليصنع انطباعاً قوياً، حتى لو كان هذا الانطباع بعيداً عن ذلك.

 

خداع العناوين ليس كذباً صريحاً دائماً؛ أحياناً يكون مجرد اختيار كلمة مثيرة، أو حذف جزء من السياق، أو تضخيم رقم حتى يبدو مخيفاً، يكفي أن تُضاف كلمة مثل - كارثة - أو - صدمة - أو - انهيار- لتتحول قصة عادية إلى حدث استثنائي، ومع أن المحتوى الداخلي قد يكون هادئاً وبسيطاً، إلا أن القارئ يصل إليه وهو مُحمّل بقلقٍ مسبق، صنعه العنوان وحده لا أكثر.

 

من المؤسف جداً أن عقولنا غالباً تكتفي بالخط العريض، فالإنسان يميل إلى اتخاذ موقف سريع قبل قراءة التفاصيل، وهكذا تنتشر الأفكار المبتورة أسرع من الحقيقة الكاملة، ويتغيّر الرأي العام بسبب جملة واحدة لم تكن مُحكمة ولا دقيقة.

 

لكن مواجهة هذا النوع من التضليل كإشاعة ليست صعبة، يكفي أن نتوقف قليلاً قبل أن نصدّق، ونقرأ أول فقرتين بدل الاعتماد على العنوان فقط، ونقارن بين أكثر من مصدر، ونسأل أنفسنا، هل ينقل العنوان حقيقة، أم يثير شعوراً ما ؟ هل وُضعت هذه الكلمات لإعلامية لشيء ما أم لجذبي؟

 

العنوان قد يخدع لحظة، لكن التفاصيل تنقذ الحقيقة لمن يبحث عنها، وفي زمن يمتلئ بالضجيج، يصبح الوعي القرائي مهارة لا تقل أهمية عن المعرفة نفسها.

الفيس بوك

http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644

تويتر

https://twitter.com/faleh49

مدونة أرهامونت

 http://faleh49.blogspot.com/

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق