الاثنين، 22 ديسمبر 2025

كل يوم على المحبة نلتقي لنرتقي...تغريدات  لأرهامونت... (3444 ( قيود نصنعها، وأعمار من الزمن ندفع ثمنها 1

 

لا يولد الإنسان مقيّداً، لكنه يتعلّم القيود باكراً، ثم يُتقن صناعتها بنفسه مع مرور الوقت، لأنه يضع حول روحه أسواراً من المبررات، ويُقنع عقله أن التراجع حكمة، وأن الانتظار عقلانية، وأن الصمت أمان، وهذا الأمر ليس صحيحاً على مستوى الحياة وما ينبغي لنا أن نعمرها.

 

وهكذا، من دون أن يشعر، تتحول الحياة إلى مساحة ضيقة؛ لا تؤلم كثيراً، لكنها لا تُرضي أبداً، وكثير من الناس يعيشون غير مرتاحين، ليس لأن حياتهم قاسية، بل لأنهم استسلموا لأسباب غير منطقية كبّلت قراراتهم، كي يغيروا ما بأنفسهم.

 

مرة بحجة الظروف، وأخرى باسم المسؤوليات، وثالثة خوفاً من نظرة الآخرين لهم، حتى يصبح القيد مألوفاً، ويغدو التخلّي عن الذات سلوكاً يومياً لا يُستغرب.

 

المفارقة أن هذه القيود لا تُفرض قسراً، ولا تُكتب ضمن قوانين حياتهم، بل تُبنى في داخل أنفسهم؛ فكرة تتضخم، وخوف يتراكم، وتجربة فاشلة تُعمّم على مستقبلهم كله، وعندها لا يعود الإنسان محتاجاً إلى من يمنعه، لأنه أصبح يمنع نفسه بنفسه.

 

تمرّ السنوات، ويكتشف المرء أن أكثر ما أضاعه لم يكن هذه الفرص، بل الوقت؛ ذلك الزمن الذي كان يمكن أن يُنفق في المحاولة، وفي التعلّم، وفي الخطأ، وفي إعادة الوقوف من جديد.

 

لكن الإنسان - بطبيعته - يُجيد تبرير الخسارة إذا جاءت مؤجّلة، ويصعب عليه الاعتراف بأن التردّد كان اختياره لا قدره.

الفيس بوك

http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644

تويتر

https://twitter.com/faleh49

مدونة أرهامونت

 http://faleh49.blogspot.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق