الخميس، 16 أكتوبر 2025

كل يوم على المحبة نلتقي لنرتقي...تغريدات  لأرهامونت... (3309 ( تنظيم الوقت  1  

 

جميل ما أورده عباس محمود العقاد الكاتب المعروف الذي قام بتوزيع وقته حينما أشار إلى 8 ساعات عمل و8ساعات راحة و8 ساعات قراءة = 24 ساعة وهذا فيه توزيع للوقت تطبيقاً وتنفيذاً، ولم أر في حياتي تنظيماً مثل هذا التنظيم، حفاظاً على الوقت وعدم هدره، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل نحن نستطيع تنفيذ مثل هذا التنظيم الجميل حيث نجد من يزورنا ويخترق مثل هذا النظام بالزيارات الأسرية وهكذا.

 

هنا سأشير إلى نقطة مهمّة جداً، وهي التحدّي الحقيقي بين النظام المثالي وواقع حياتنا الاجتماعية، خاصة في بيئتنا التي تُقدّر صلة الرحم والزيارات العائلية، وما أشار إليه الكاتب العقاد هنا من تقسيم لوقته وهو (٨ ساعات عمل، و٨ ساعات راحة، و ٨ ساعات قراءة) هو أنموذج مثالي للتوازن، لكنه صُمّم لحياة شبه منعزلة يختار فيها الإنسان وقته وحدوده بالكامل، أما نحن فنعيش في مجتمع لا يطرق الباب قبله موعد، بل قد يأتي الزائر فجأة، فتُكسر كل خططنا جميعها.

 

لكن ربما أشير إلى بعض الأفكار التي تساعد على التوفيق بين النظام الصارم تماشياً مع واقعنا الاجتماعي المتغير، أولاً، احفظ الأصل، واسمح بالاستثناء بمعنى ضع لنفسك نظاماً أساسياً (مثل العقاد)، لكن اعتبر الزيارات جزءاً من حياتك لا عثرة في طريقك، ولا تجعل الاستثناء يهدم اليوم كله، بل خذ منه وأعد البناء بعده، لأن النظام ليس الهدف منه أن لا يُكسر، بل أن يعود بعد الانكسار.

 

ثانياً، ضع لك ساعات مرنة، فبدل ٨ ساعات قراءة صافية مثل العقاد، يمكنك أن تجعل، 6 ساعات ثابتة للقراءة أو العمل، 2 ساعة احتياطية للزيارات، الاتصالات، أو الطوارئ، ومع هذا لا تتفاجأ، بل ستكون مستعداً للطوارئ.

 

ثالثاً، صارِح العائلة بلطف، وليس عيباً أن يعرف أهلُك أنك منظم هكذا لوقتك، وتشعرهم بأن ستكون متاحاً للجميع بعد الساعة الفلانية، أو إذا كان هناك زيارة، فأفضلها بعد المغرب، وهذا لا يُعد جفاءً، بل حسن إدارة، ومع الزمن الجميع سيحترم نظامك.

 

رابعاً، أدمج الزيارة في النموذج، وتذكّر، دائماً وأبداً أن صلة الرحم عبادة، والعبادة جزء من دورة الحياة مثل القراءة والعمل، فيمكن اعتبار الزيارة ضمن ساعات الراحة النفسية، فهي ليست ضياعاً للوقت، بل غذاءً للعلاقات الإنسانية.

الفيس بوك

http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644

تويتر

https://twitter.com/faleh49

مدونة أرهامونت

 http://faleh49.blogspot.com/

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق