كل يوم على المحبة نلتقي لنرتقي...تغريدات لأرهامونت... (3296 ( ذكريات طالب في الابتدائية دراسة 1
ذكريات المرحلة الابتدائية دراسة، غالباً ما تكون مليئة بالبراءة والمواقف الطريفة في ذلك الوقت من العصر، فعلاً ما زلت أتذكر الصباح الباكر في الابتدائية ذاهباً إلى مدرستي التي تعرف في ذلك الوقت باسم مدرسة علي بن أبي طالب الابتدائية بالرياض، وكانت الحقيبة في ذلك الوقت أكبر من جسدي نظراً لكثرة الكتب فيها، والأقلام الملوّنة تعد هي كنزي الصغير، ولا أنسى أن المدرسة تبعد عن منزلي حوالي ثلاثة كيلو مترات وربما أكثر.
أحضر إلى المدرسة مبكراً فأسمع صوت جرس المدرسة يملأ المكان رهبة، لكن ضحكات الزملاء كانت تطمئن القلب، في الصف الأول كتبتُ اسمي للمرة الأولى على السبورة بيد مرتجفة، فشعرت أنني بطل صغير فتح لي باب العالم مع العلم، وما بين الفسحة والطباشير وكراريس الواجبات، عشت أياماً جميلة ما زالت رائحتها عالقة في الذاكرة، كأنها حبر لم يجف حتى يومي هذا.
مع كل صباح مشرق أحمل حقيبتي السوداء التي كانت تكاد تسقط مني بسبب ثقلها، وكانت والدتي تودعني بابتسامتها الجميلة بشكل يومي وهي تُعدّل لي غترتي وبعض ملابسي بينما أنا أفكر فقط في الفسحة وما سأشتريه من مقصف المدرسة مع العلم أحياناً أنني أعطى فلوس الفسحة يوماً ويوماً آخر لا أعطى إياها ربما لقلة المادة في يد والدتي في ذلك الوقت.
في الطريق إلى المدرسة كنت أحياناً أركض مع زميلي القاطن بجواري، نتسابق لنصل أولاً إلى باب المدرسة الكبير، وهناك، كان الحارس يلوّح بعصاه الخشبية، فنهدأ فجأة وكأننا لم نكن نركض قبل ثوانٍ.
دخلت المدرسة لأصف في طابور المدرسة الصباحي وكان معلم التربية البدنية هو من يعطينا تلك التمارين الصباحية تنشيطاً لأجسامنا وبعد انتهاء طابور الصباح نتجه للصف بمعنى كل طالب مع زملائه يتجهون لصفهم المعد مسبقاً لهم، بحيث ندخل الصف ونجلس على الكراسي الخشبية، فنضع الكتب على الطاولة بعناية وكأنها كنوز، ثم يبدأ معلم الفصل الحضور، ومن ثم نراقب معلم الصف عندما يستخدم الطباشير وهو يرسم خطوطاً بيضاء على السبورة السوداء.
وأكثر ما يسعدني حينها أنني أكتب اسمي بخط متعرج، وأشعر أنني أنجزت شيئاً عظيماً سواء على السبورة أو على كراستي، وعندما يدق جرس الفسحة، كنا نركض إلى الساحة كالعصافير، نتقاسم الشابورة مع شرب المايرندا من زجاجتها ثم نلعب كرة القدم في ساحة المدرسة بأحذية صغيرة لا تعرف التعب، فعلاً الضحكات كانت تملأ المكان، والصوت العالي لم يكن يزعج أحداً، بل كان جزءاً من الصورة.
مع انتهاء اليوم الدراسي، نخرج من المدرسة وأيدينا أحياناً متسخة بالحبر والقلب ممتلئ بالفرح ويا له من فرح، كنت أعلم أنني سأعود غداً لأعيش الحكاية نفسها، لكن بروح جديدة وأحلام أبسط من أن تُنسى، فما زلت أذكر حقيبتي الثقيلة في المرحلة الابتدائية، التي كانت تكاد تكون أكبر مني، لكنها حملت أجمل أيام ذكرياتي، وجرس المدرسة في الصباح كان يبدو مخيفاً حقيقة، لكن ضحكات الزملاء كانت كفيلة أن تُطفئ أي خوف، وأول مرة كتبت اسمي على كراستي، شعرت أنني بطل صغير اكتشف العالم.
الفيس بوك
http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644
تويتر
مدونة أرهامونت
 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق