كل يوم على المحبة نلتقي لنرتقي...تغريدات لأرهامونت... (3289( من ذكريات يوم الجمعة 1
تحت سقف واحد نشأنا، ثم كبرنا معاً، ثم فرّقتنا دروب الحياة، صارت الزيارة أول الأمر وسط الأسبوع، ثم نهاية كل أسبوع، وبعد مراعاةً للظروف والمسافات بات اللقاء كل أسبوعين، وربما نخشى أن يطول الغياب إلى ثلاثة أسابيع أو شهر، بالفعل، هكذا هي الحياة، نكبر معاً تحت سقف واحد، ثم تفرقنا المسؤوليات والظروف، وتصبح اللقاءات متقطعة على قدر ما تسمح به المسافات والالتزامات.
لكن وبالرغم من قلة اللقاءات، يبقى الرابط أقوى من كل المسافات، والذكريات التي عشناها مع الأهل والأحباب لا يقدرها زمن ولا يبددها بُعد، تبقى حاضرة في القلب لتضيء لنا مثل يوم الجمعة المباركة نستحضر فيها من نحب بالدعاء والذكر الطيب، هكذا هي الدنيا، تُذوّقنا طعم الفُرقة قبل الرحيل الكبير إلى الآخرة، لكنها تترك لنا في القلب بصيص دفء، وذكريات لا تبهت مهما طال الزمن.
في ساعةٍ مباركة من يوم الجمعة، تهاجمني الذكريات، فأبتسم لها وأدعو لمن أحب أن يحفظهم الله حيث كانوا، ويجمعنا دائماً بهم على خير، لأننا كبرنا تحت سقف واحد، ثم فرّقتنا دروب الحياة، لكن تبقى الذكريات جسراً يعيدنا لبعضنا كل يوم جمعة.
هكذا هي المسافات كم تُبعدنا، والزيارات تقل حقيقة، لكن القلوب تظل أقرب مما نظن، لأن الدنيا تفرّقنا قليلاً قليلاً، لتُذكّرنا أن اللقاء الأبدي هناك أجمل وأبقى، فكل جمعة تطرق الذاكرة أبواب القلب، فتستيقظ الذكريات وتُزهِر معها بالدعاء للأحبة، فقد تطول بنا المسافات، وقد يقل بنا اللقاء، لكن الحب لا يعرف غياباً.
نشأنا متقاربين، وتفرّقنا متباعدين، لكن الأرواح تبقى متصلة بخيوط لا يقطعها الزمن، وكلما طال الغياب، ازدادت قيمة اللقاء، فالدنيا تعلمنا معنى الشوق أكثر من معنى القرب، ثلاثة أسابيع، وربما شهر، المسافة لا تُقاس بالكيلومترات بل بخفقان القلب، في كل يوم الجمعة، تستدعي الذكريات وتفتح أبواب الدعاء لمن نحب.
الفيس بوك
http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644
تويتر
مدونة أرهامونت
 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق