الأربعاء، 17 سبتمبر 2025

كل يوم على المحبة نلتقي لنرتقي...تغريدات  لأرهامونت... (3257 ( سر السعادة مع الوحدة


من أراد قلباً مرتاحاً وحياة مطمئنة فليتعلم التسامح والتغافل في حياته، فكم من منفرد لا يشعر بالوحدة، وكم من مجتمع هو فيه لكنه وحيد، فالوحدة هي وحدة الوجدان لا الأبدان، فهنا طرح فكرة عميقة من أن الوحدة ليست مجرد غياب الناس من حولنا، بل غياب الشعور بالتواصل والانسجام معهم، ويمكن أن يكون الإنسان وحيداً في وسط الزحام، بينما آخر يعيش منعزلاً عن الناس لكنه ممتلئ بالسكينة والطمأنينة.


ليست الوحدة أن تخلو من الناس، بل أن يخلو قلبك منهم، فكم من روحٍ وحيدة في قلب الزحام، وكم من قلبٍ مطمئن في عزلته؛ فالوحدة ليست في غياب الأجساد، بل في غياب الأنس، والوحدةُ ليست صمتَ المكان، بل صمتَ الوجدان، وليست هي في فراغَ الدار، بل فراغَ القلب، فكم من منفردٍ قرير العين، وكم هو في مجتمعٍ بائس القلب؛ فالوحدةُ وجدان، وليست مكان، لأن الوحدة ليست بعداً عن الناس، بل بعداً عن الأنس.


فقد تمتلئ وحولك المقاعد، ويظل قلبك خالياً، لأن الوحدة ليست فراغ الأجساد، بل فراغ الأرواح، والعزلة راحة والوحدة ألم، والفرق بينهما أن الأولى اختيار والثانية شعور.


ليس كل من جلس وحيداً يشعر بالوحدة، ولا كل من ضحك بين الناس سعيد، لأن الوحدة ليست غياب الناس، بل غياب الشعور بأنك مفهوم ومتصِل، فقد تكون في وسط الزحام وتشعر بالوحدة، وقد تكون وحيداً وتشعر بالكمال معهم.


القلب الوفي لا يشعر بالوحدة أبداً، حتى وإن غاب من حوله الجميع كله، لأن الوحدة تجربة داخلية، لا يحددها عدد من حولك، بل مدى قربهم من روحك، فكم من وجه مبتسم يخفي قلباً وحيداً، وكم من صمتٍ يحمل دفء الحياة.


ليست الوحدة أن تُترك وحدك، بل أن يُترك قلبك وحيداً وسط الناس، فالصحبة لا تعني الأنس، والوحشة لا تعني الفراغ.

الفيس بوك

http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644

تويتر

https://twitter.com/faleh49

مدونة أرهامونت

 http://faleh49.blogspot.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق