الأربعاء، 8 يناير 2025

 

كل يوم على المحبة نلتقي...تغريدات  لأرهامونت... (2750   (     1

 

قصة الجراد قصة حقيقية واقعية تعود أحداثها عندما كان عمري صغير جداً حينما جاءت عجوز كبيرة في العمر تطرق البيوت فجراً تقول بأعلى صوتها (الجراد، الجراد) فقامت الأخت التي تكبرني مسرعة مع أهل القرية فلحقت بها الوالدة تاركة خلفها أطفالاً أنا وبنتين أحدهما رضيعة وكانت القرية وقتها تعج بالفقر وجلسنا نحن الأطفال يوماً كاملاً بدون ماء أو غذاء.

 

حينها ولجت لنا امرأة طاعنة في السن تريد ماعوناً (قدر) لطبخ عشاء أولادها وذلك بعد صلاة العصر فقالت لي أين والدتك فقلت لها والدتي وأختي ما زالتا في صيد الجراد فأجابت كل أهل القرية عادوا من رحلة الصيد.

 

 فذهبت بعدما أخذت لها ماعونا (قدر) للطبخ من بيتنا وأسرعت لخالتي التي تسكن قريباً من بيتنا بمسافة قليلة لتخبرها بأن أختها مع ابنتها لم تعودا بعد من صيد الجراد.

 

بدأت خالتي تبكي وتصرخ في القرية ذهاباً وإياباً في القرية تستفزع بهم، أختي ضاعت أختي ضاعت، فهب الجميع رجالاً من أهل القرية بأعواد حطب فيها نار أو سرج على الكاز ليلاً لكنهم لنجدت الضائعين لكن عادوا منتصف الليل بدون جدوى.

 

في الصحراء أخذت الوالدة ترضع ابنتها من ثدييها خوفاً عليها من العطش ثم مشيا لمدة يومين متجهين غرباً من الشرافاء حتى الخماسين عندها فهمت الوالدة أحجار الخماسين السوداء الحديدية بعد ذلك الضياع في الصحراء.

 

 دخلت على قريبتها في الخماسين وكأن الأم وأبنتها مثل المجانين أو أشباح من العطش والجوع والغبار الذي لحقا بهما وبعد أن لقيا راحة فترة من الزمن بعد تعب شديد عند هذه القريبة استأنفا رحلتهما إلى الشرفاء على حمارين الأم على حمار والبنت والرجل اسمه عما أذكر (سالم الخراز) على حمار آخر وعند عودتهم للقرية بكى كل من في القرية على سلامتهما من الضياع.

 


 لكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف لو ماتت الأم وابنتها مخلفة وراءها ثلاثة أطفال ولد من رجل، وكذا البنتين من رجل آخر وذلك بعد زواجها من ذلك الرجل وهو ليس أب لي مع أن هذا الرجل يقطن في قرية تبعد عن قريتنا مسافة 100 كم.

 

الفيس بوك

http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644

 

تويتر

https://twitter.com/faleh49

مدونة أرهامونت

 http://faleh49.blogspot.com/

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق