كل يوم على المحبة نلتقي...تغريدات لأرهامونت... (2947( 1 أين أبي؟
كان والدي، رحمه الله، قد ذهب حاجاً بصحبة الملك
عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ وكان والدي خطيباً مفوّهاً، عذب الصوت، جهوري النبرة.
وفي طريق عودته من الحج، وافته المنية، وكان أخي
حمد، طفل صغير آنذاك لا يتجاوز عمره الخمس سنوات، الذي كان برفقته.
حين كان والدي يصارع الموت أثناء الطريق وعودته
من الحج، صرخ أبي باسم ابنه المرافق له، (حمد، حمد)، في مشهد مؤلم ظل محفوراً في
ذاكرة أخي حمد، بينما أخي بدأ صارخاً أبي، أبي، أين أبي؟.
في تلك الأثناء، كانت والدتي حاملاً بي، وقد أوصى
والدي إياها ـ قبل وفاته ـ أن يُطلق عليّ اسم (فالح)، على اسم جدي تنفيذاً لما
أوصى به والدي رحمه الله.
أما أخي حمد، فبعد وفاة والدنا رحمه الله رحمة
واسعة، بقي في بيت صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز، حفظه الله، حيث
نال منه الرعاية والعناية، كأحد اخوته لتقارب العمر فيما بينهما في ذلك الوقت، بعد
وفاة والدي.
أين أبي؟ سؤال ظل يلاحق طفولتي بعد ولادتي حتى
أنا الآخر، لم أجد له إجابة إلا في ذاكرة أخي حمد، ووصية والدي الأخيرة بذلك
الاسم.
كان أخي حمد برفقة والدي، وكان طفلاً صغيراً، لا
يفقه من الموت شيئاً، لكنه سمع والدي يصارع أنفاسه الأخيرة ويناديه بصوت موجوع، (حمد،
حمد (
ذلك النداء الذي ظل محفوراً في ذاكرة أخي حمد، كأنه صدى لا
ينقطع، حيث يزوره في المنام، ويوقظه في الليل.
الفيس بوك
http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644
تويتر
مدونة أرهامونت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق