الجمعة، 12 ديسمبر 2025

كل يوم على المحبة نلتقي لنرتقي...تغريدات  لأرهامونت... (3424 ( العفو، للنفس المتسامحة

 

في عالم مليء بالضغوطات والمواقف التي تُختبر فيها النفوس، كثيراً ما نصادف إساءةً من صديق، أو زميل، أو حتى قريب، وعند لحظة الانفعال الأولى تدفعنا أحياناً إلى الرغبة في الرد بالمثل أو الاحتفاظ بالضغينة، لكن في تلك اللحظة نفسها، يكمن سرّ السموّ النفسي، والتغاضي عن الزلة، ومقابلة الإساءة بالصمت والإحسان.

 

قد يظن البعض أن التسامح والتغاضي ضعف، وأن الصبر على الإساءة خسارة، لكن الحقيقة أعمق من ذلك بكثير؛ فالعفو ليس فقداً، بل فضيلة تنمو في قلبك وتثمر بالراحة النفسية والسكينة، وكل صمت على خطأ، وكل إحسان في وجه إساءة، هو زرع صغير في تربة الحياة، قد لا ترى ثماره على الفور، لكنه يعود إليك في صورة سلام داخلي، وراحة لم تقدر بثمن.

 

الحياة بطبيعتها عادلة؛ فهي تعيد لكل ذي حق حقه، عاجلاً أم آجلاً، بطرق قد تتجاوز توقعاتنا، لذلك، فإن السماحة والكرم والصفح ليست مجرد سلوكيات أخلاقية، بل أدوات لحماية قلبك من سموم الحقد والغضب، ووسيلة للارتقاء بنفسك فوق صغائر النفوس.

 

ومع هذا فليس المهم أن يعرف الآخرين قيمتك أو يقدروا عفوك، بل المهم أن تعرف أنت قيمتك، وأن تمنح نفسك سلاماً لم يلوثه الانتقام، فكل إحسان تبذله، وكل صفح تمنحه، هو إشراقة لنفسك قبل أن تكون هدية للآخرين.

 

لذلك، عش سامياً، واسع البال، وامنح الآخرين ما لم يُمنحك أحياناً، وستجد أن قلبك أصبح أرحب، وعالمك أكثر إشراقاً، وأن الخير الذي زرعته يعود إليك بطرق لا يراها إلا من يقدر قيمة العفو والتسامح.

الفيس بوك

http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644

تويتر

https://twitter.com/faleh49

مدونة أرهامونت

 http://faleh49.blogspot.com/

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق