الاثنين، 1 ديسمبر 2025

كل يوم على المحبة نلتقي لنرتقي...تغريدات  لأرهامونت... (3398 ( ثقافة التملّك، حين يتحوّل الإنسان إلى ظلّ لرغبات الآخرين   1

 

في وقت تتسارع فيه التحولات الاجتماعية، وتزداد فيه قيمة الاستقلالية الفردية، تبرز على السطح ظاهرة غير جديدة لكنها أكثر وضوحاً اليوم، هي شخصية المتملّك، ذلك النموذج الذي يسعى لفرض رؤيته على الآخرين، ويعتبر الاختلاف عنه تجاوزاً لا يُغتفر.

 

هذه الشخصية، بمختلف أشكالها، تتواجد في العلاقات العاطفية، والبيئة الأسرية، وحتى في أماكن العمل، ورغم أنها تبدو قوية ظاهرياً، فإن جذور سلوكها غالباً ما ترتبط بضعف داخلي وخوف من فقدان السيطرة.

 

وهي ربما تكون سلطة تتجاوز حدود النصيحة، حيث تعتمد الشخصية المتملّكة على أساليب كثيرة لفرض رؤيتها، تبدأ من تقديم توجيهات تبدو في ظاهرها حرصاً، ولا تنتهي عند إلقاء اللوم عند أي اختلاف.

 

وتشير دراسات علم النفس الاجتماعي إلى أن الرغبة في التحكم غالباً ما ترتبط بشعور عميق بعدم الأمان، أو خوف من فقدان المكانة أمام الآخرين.

 

وبحسب خبراء، فإن هذا النوع من السلوك يتحوّل أحياناً إلى نمط علاقات كامل، حيث يصبح الطرف الآخر تابعاً لا صاحب قرار، ويجد نفسه مضطراً للموافقة على كل ما يُطلب منه تفادياً للخلاف أو للحفاظ على العلاقة.

 

لأنها علاقات تُبنى على الطاعة، وليست على الاحترام، والمشكلة الأساسية في التملّك ليست فقط في رغبة طرف ما بالسيطرة، بل في تحوّل العلاقة إلى مساحة غير متوازنة، مثل حرية التعبير تنحسر، وكذا في اتخاذ القرار يصبح أحادياً، ومن هنا فإن الاختلاف يتحوّل إلى تهديد في ظل هذه البيئة، بذلك يفقد الطرف الآخر جزءاً من شخصية ذاته تدريجياً، ويصبح منشغلاً في محاولة إرضاء المتملّك، بدل من بناء علاقة صحية قائمة على الاحترام المتبادل.

الفيس بوك

http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644

تويتر

https://twitter.com/faleh49

مدونة أرهامونت

 http://faleh49.blogspot.com/

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق