كل يوم على المحبة نلتقي لنرتقي...تغريدات لأرهامونت... (3408 ( الستر والفضح، رحلة بين الرحمة والفضيلة
تمرّ بنا في حياتنا اليومية مواقف كثيرة تكشف لنا عن أخطاء أو عثرات من حولنا، سواء كانوا أصدقاءً لنا، زملاء، أو أقارب، في مواجهة هذه المواقف، يظهر نوعان من البشر، من يختارون ستر هذه الأخطاء بحكمة ورحمة، ومن يتعمدون تتبعها لنشرها والتشهير بها أمام الآخرين.
الفرق كبير جداً بين هذين المسلكين ليس مجرد سلوك اجتماعي، بل انعكاس لقيم داخلية راسخة، الناصح الساتر يسعى لحماية الآخرين، يحترم كرامتهم، ويُقدّر الروابط الإنسانية، أما الفاضح، فغالباً ما ينشر العثرات بدافع الفضول أو الشماتة، محوّلاً الأخطاء الطبيعية إلى فضائح تُستهلك بسرعة وتترك أثرها السلبي طويلاً.
الستر ليس خضوعاً أو ضعفاً، بل هو قوة ناعمة، إنه خيار يحفظ الثقة، ويعزز الاحترام المتبادل، ويُظهر حكمة في التعامل مع الآخرين، بالمقابل الفضح يعكس قصوراً في ضبط النفس، ويحول العلاقات الإنسانية إلى ساحات للانتقام أو الرياء.
ومع هذا نجد أنه في زمن تتسارع فيه الأخبار وتنتشر الفضائح كالنار في الهشيم، تصبح قيمة الستر أكثر أهمية، فالرحمة بالآخرين، وصون سمعتهم، أحياناً أبلغ من أي نصيحة صاخبة أو نقد علني، وفي النهاية، يظل من يستر الزلات ويصون العلاقات الإنسانية هو من يترك أثراً إيجابياً يتجاوز حدود اللحظة، بينما يختفي الفاضح سريعاً من ذاكرة الناس بعد أن يترك وراءه الفراغ والخسارة.
الدرس واضح هنا، فالستر عمل نبيل، والفضح عمل تافه، ومن اختاروا أن يكونوا رحيمين في تعاملهم مع الآخرين، ليسوا فقط أنبل، بل الأكثر حكمة وذكاء في مجتمع سريع الانفعالات والتقلبات.
الفيس بوك
http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644
تويتر
مدونة أرهامونت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق