كل يوم على المحبة نلتقي لنرتقي...تغريدات لأرهامونت... (3418 (الشجاعة أحياناً في الانسحاب كقرار 1
نميل غالباً إلى الاعتقاد أن الشجاعة ترتبط بالمواجهة والصمود أمام الصعاب، وأن البقاء في المواجهة مهما كانت التحديات هو المعيار الوحيد للقوة وبخاصة في قضايا المنصات الاجتماعية، لكن الحقيقة أعمق من ذلك، لأن الشجاعة أحياناً تأخذ شكل الانسحاب، ليس كخيار ضعيف، بل كقرار واعٍ، يعكس إدراكنا لقيمتنا وصدقنا مع أنفسنا.
الانسحاب عن الأشياء التي لا تشبهنا، عن المواقف التي تهدر طاقتنا، وعن البشر الذين لا يتناغمون مع أنفسنا، هو فعل يتطلب وضوح الرؤية وحكمة نادرة.
فالبقاء في مكان لا يقدّرنا، أو بين أشخاص يعيقون نموّنا، ويستهلك طاقتنا ببطء ويبعدنا عن مسارنا الحقيقي، وهنا يكمن نوع من الشجاعة لا يراه الكثيرون، حيث يتمثل في الجرأة على أن تقول لنفسك بصوت هادئ وصريح، هذا ليس لي.
لأن الانسحاب أحياناً هو حماية للنفس قبل أن يكون حماية للعلاقات الإنسانية أو المواقف والأحداث اليومية أو شبه اليومية، بل هو تعبير عن حرية داخلية، عن قدرة على اختيار معاركنا بعناية، وعدم الانغماس في صراعات لا طائل منها، لأن الشجاعة هنا ليست في الصراع الصاخب، بل في القرار الصامت الذي يضمن للروح سلامتها واستمراريتها.
وهناك فرق كبير بين الانسحاب الذي يولد الندم، وبين الانسحاب الذي ينبع من إدراك عميق، فالأول هروب، والثاني اختيار، لأن الشخص الذي يختار الانسحاب بحكمة لا يترك شيئاً خلفه إلا ما يثري روحه، ويبتعد عن كل ما يثقل قلبه ويمتص طاقته، فهو لا يفرّ من مواجهة الحياة، بل يختار أن يواجهها بطريقة أعمق، مواجهة الذات، حماية للنفس، والتمسك بما يشبهنا حقاً.
الفيس بوك
http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644
تويتر
مدونة أرهامونت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق