كل يوم على المحبة نلتقي لنرتقي...تغريدات لأرهامونت... (3425 ( الفرح للآخرين دون انتظار المقابل
في عالم يركض وراء المقارنات والإنجازات، هناك جمال نادر يكمن في الشخص الذي يفرح للآخرين دون أن ينتظر منهم الشعور نفسه، إنه نوع من الصفاء الداخلي يحرر القلب من القيود الثقيلة للحسد والغضب والغيرة، ويزرع بدلاً منها خيوطاً من الطمأنينة والسعادة الصافية.
الإنسان الذي يعيش بهذه الروح يدرك أن العالم لا يفرح دائماً لفرحه، وأن بعض القلوب قد تظل بعيدة عن المشاركة في ابتسامته، ومع ذلك يظل قلبه مشرقاً، وفرحه ليس انعكاساً لتقدير الآخرين، بل هو هدية يقدمها لنفسه قبل أن يقدمها للعالم من حوله، إنه فرح نابع من صدق الروح وسمو النفس، فرح يجعل الحياة أخف، واللقاءات ألطف، والقلوب أقرب.
عندما نفرح للآخرين، نزرع فيهم بذور السعادة ونسمح لأنفسنا بالشعور بالرضا دون شروط، هذه القدرة على الفرح للغير رغم اختلاف مواقف الناس، هي علامة النضج العاطفي والوعي العميق بأن الحياة لا تُقاس بمقدار ما نأخذه، بل بما نمنحه.
الجمال الحقيقي للروح يظهر في بساطتها ونقائها، وفي قدرتها على أن تحب الخير دون انتظار مقابل، وأن تبتهج لنجاح الآخرين كما تبتهج لنفسها، وهذا الانفراد في السعادة هو ما يمنح الإنسان طاقة هادئة، ونوراً داخلياً لا ينطفئ، مهما كانت قسوة العالم أو برود القلوب من حوله.
وعليه، فإننا نعيش بفرح صادق للآخرين، حتى وإن لم يفرحوا لنا، هو سر القوة الهادئة للنفوس العظيمة، سر الصفاء الداخلي الذي يجعل من حياتنا رحلة أكثر جمالاً ودفئاً.
الفيس بوك
http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644
تويتر
مدونة أرهامونت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق