الخميس، 19 يونيو 2025

كل يوم على المحبة نلتقي...تغريدات  لأرهامونت... (3058  (      2     تقديرنا للزمن

 

أعياد مضت، ورؤوس حانية غابت، وها أنا اليوم بين من يُقبّل رأسه، بعد أن كنت أبحث عمّن أُقبّله، فما أسرع دوران العمر في هذه السنوات، لأن في كل عيد يمضي، يأخذ معه وجوهاً اعتدنا أن نُقبّلها بحب، ويأتي عيد جديد، يحمل لنا وجوهاً تُقبّلنا احتراماً ما بين هذا وذاك، نكبر، ونفقد، ونتغيّر.

 

كل عيد يمضي لا يعيد نفسه تماماً الوجوه تتغير، القلوب تتبدل، وعدد الرؤوس التي نقبّلها ينقص، لكن من يقبّلون رؤوسنا يزدادون ذلك هو الزمن حين يمشي دون أن يُحدث ضجيجاً.

 

كنت أقبّل رؤوسهم بيدٍ صغيرة وقلبٍ كبير، واليوم تُقبّل رأسي أيادٍ صغيرة، وقلبٌ يشتهي من رحلوا، لأن العيد لا يُشبه العيد حين يغيب من كنا ننتظرهم، لأن العيد، ميزان الوقت فهو يُقلّل لك من تحبّ، ويزيد من يحبّك لكن الشوق يبقى ثابتاً.

 

 لماذا لم يعُد العيد كما كان؟ لأنه كلما رحل عيد وأتى آخر، غابت رؤوس نقبّلها، وظهرت رؤوس تقبّلنا الحنين لا يُعالج، بل يُعاش، فالأعياد لا تُعدّ بالتقويم، بل بالوجوه التي نلقاها كانوا هنا، وكنّا نحتفي بهم الآن نحن هنا، والفراغ يصفّق لنا صمتاً.

 

 كل عيد أفتقد وجهاً كنت أركض نحوه وأكتشف وجهاً يركض نحوي، نحن لا نكبر فقط، نحن نتحوّل بصمت، والأعياد تكشف لنا ما لم يخبرنا به العمر ومع من كنّا نحتفل معهم، أصبحوا ذكريات، ومع من كنا نحتفل لأجلهم اليوم هم مستقبلنا.

     الفيس بوك

http://www.facebook.com/profile.php?id=100000543784644

تويتر

https://twitter.com/faleh49

مدونة أرهامونت

 http://faleh49.blogspot.com/

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق