كل يوم خميس على المحبة نلتقي...(قــــاعــــدة90/10 !!)..."ب"(113)
- · استكمالا لمقالي الأسبوع الماضي عن كيفية التعرف على نفسك /ذاتك ...أحاول هنا أن أسلط الضوء على قــــاعــــدة 90/10 ...للكاتب المعروف: ســتــيــفن كـوفــي...هذه القاعدة نظرا لأهميتها سأوردها بالتفصيل...والسؤال الذي يطرح نفسه:
- · ما القاعدة ؟.
- · القاعدة تتلخص أيها الأصدقاء الأوفياء فيما يلي:(( 10%من أحداث حياتك خارجة عن إراداتك...و 90% من أحداث حياتك تعتمد على ردود أفعالك...أو ردات الفعل))...كما أشرت موضحا بالأشكال ذلك في المقالة السابقة.
- · واتساقا مع ما سبق...ماذا يعني لك ذلك؟
- · يعني أن 10% لا إرادة لنا أو السيطرة لنا عليها...فنحن لا نستطيع أن نمنع على سبيل المثال: " تعطل الفيس بوك...أو جوالك مثلا" أو "تأخر صديق مسافر عنك" بمعنى تأخر وصوله في الموعد المحدد وما يترتب على ذلك من إرباك لبرامجك.
- · وعليه فإن10% من الأحداث أو المواقف اليومية أرى أن زمامها ليس بأيدينا ولكن نحن من يتحكم في تحديد 90% الأخرى.
- · فكيف يكون ويحدث ذلك؟ الجواب: بردود أفعالنا المترتبة على الأحداث/المواقف...ولتوضيح ذلك بمثال... قمت من الصباح الباكر لتتناول وجبه الإفطار مع عائلتك وحركت أبنتك فنجان القهوة بالخطأ وسقط على ملابسك...طبعاً لم يكن لديك إرادة لمنع ما حدث...وقد يترتب على هذا الموقف نتائج مثل: أن تقوم بتوبيخ ابنتك لإسقاطها فنجان القهوة على ملابسك ثم تنفجر صغيرتك بالبكاء الشديد وتلتفت على زوجتك وتنتقدها لوضع الفنجان قرب حافة الطاولة بحيث يتبع ذلك مجادلة حادة وبالتالي تندفع أنت إلى السلم صاعداً لتغيير ملابسك وبعدها تنزل فتجد أن أبنتك قد تأخرت عن موعد حافلة المدرسة بسبب بكائها وتأخرها في تناول الإفطار مع أن زوجتك هي الأخرى تأخرت ويجب أن تذهب فوراً لعملها ومن هنا تضطر إلى توصيل أبنتك إلى المدرسة وتنطلق بسرعة بسيارتك متجاوزاً الحد الأقصى للسرعة بك من 70 إلى 120 ميل في الساعة وبعد 15 دقيقة من التأخير وغرامة السرعة من ساهر التي قدرها 300 ريال عندها تصل إلى مدرسة أبنتك ثم تنزل هي من السيارة دون أن تسمع منها عبارة " مع السلامة بابا"..
- · هذا يوم فعلا بدايته تعيسة وبذلك تتوالى الأحداث بنفس الطريقة ثم تعود إلى المنزل وتجد زوجتك وأبنتك في حالة انقباض شديد منك.
- · لماذا ؟...لأنك لم تحسن ردة فعلك مع ما حدث في هذا الصباح!.
- · فلماذا كان يومك تعيساً؟. أ ) هل السبب فنجان القهوة؟. ب) أم السبب كان خطأ أبنتك؟. ج) أم يعود السبب لساهر القاهر الماهر؟.
- د ) وأخيراً...هل أنت السبب؟.
- · الجواب يتمحور في فقرة (د).
- · فالواقع أنه لم يكن لديك إرادة لمنع سقوط فنجان القهوة على ملابسك...ولكن السبب يكمن في ردة فعلك في الخمس الثواني التي تلت الموقف....وهذا ما يقع فيه الآخرون كثيراً.
- · لكن هل هناك تصرفا آخر يمكن أن نراه مستحسنا حدوثه بدلاً من ذلك؟.
- · طبعاً صديقي/صديقتي...وأخي الغالي...أختي الغالية...فقد بللت القهوة ملابسك، وأبنتك حقيقة على وشك البكاء فتبادر بلطف بقولك لا بأس"يا عسل" وأرجو أن تكوني أكثر حذراً في المستقبل.
- · بعد ذلك تجذب لك منشفة وتسرع إلى الأعلى وبعد تغيير ملابسك بأخرى...وتحمل حقيبة العمل...لتنزل وتطل من خلال النافذة لتشاهد طفلتك وهي تركب الحافلة المدرسية وتلتفت باتجاهك وتلوح بيدها مودعة...لتصل إلى عملك متأخر 5 دقائق وتحيي الموظفين من زملائك بابتهاج، وحينئذ يعلق مديرك على أن يومك كان بهيجاً مشرقاً...بناءً على هذا الموقف والتصرف الأخير.
- · وهل لاحظت المقاربة بين الموقفين... لماذا؟.
- · السبب يا صديقي...هو كون الأمر يتمحور في كيفية تفاعلك أو ردة فعلك تجاه الحدث...فأنت في الحقيقة لا تستطيع أن تتحكم في 10% من الأحداث/المواقف، ولكن الباقي90% يعتمد على ردود أفعالك...تذكر دائما ذلك في المواقف اليومية...انطلاقا من هذه القاعدة الجميلة التي تشبه البوصلة في توجيهك.
- · كما أن هناك طرائق لكيفية تطبيق قاعدة 90/10% عندما يقول لك أو يصفك زميل أو صديق بعبارات سلبية لا تكن كالأسفنج تمتص ما أشير إليك وما قيل فيك...دع الهجوم ينساب مثل الماء في الوعاء...ولا يجب أن تترك الفرصة للتعليقات السلبية أن تؤثر في شخصيتك...بل تفاعل معها بحنكه ولا تجعلها تفسد جو يومك...كما هو حال المزح الزائد عن حده بين الأصدقاء.
- · فربما يترتب على ردة الفعل الخاطئة أن تفقد صديقا أو زميلاً أو وظيفة أو أن تشعر بالضغط النفسي طيلة يومك في عملك أو خارجه....بل سنوات عمرك.
- · لذا: كيف يجب أن تكون ردة فعلك عندما يحبسك عن الحركة اختناق مروري كما يحدث في عاصمتنا الرياض الحبيبة؟.
- · هل تفقد أعصابك؟.
- · وهل تضرب بعنف مقود السيارة؟.
- · وهل تسب وتشتم؟.
- · وهل يرتفع ضغط الدم عندك؟.
- · وهل تفكر أن تصدم الذي أمامك؟.
- · ومن يهتم بنتيجة التأخر لوصولك عن العمل 10 ثواني؟ ولماذا تجعل أزمة المرور تنغص يومك؟.
- · تذكر قاعدة 90/10 وبالتالي لا تجعل هذه المواقف/الأحداث تقلقك.
- · كما أن هناك مواقف/أحداثاً كثيرة قد تكون أشد وطأة على نفسك مثل:
- · كما يقال لك أنك فصلت عن وظيفتك...فلماذا مثل هذا الحدث يستفزك...ويفقدك النوم؟.
- · فالأزمة أية أزمة...لها حل أخي الكريم...فما عليك سوى أن توجه وقتك وطاقتك التي يمكن أن يبددها القلق للسعي والبحث عن فرصة عمل أخرى.
- · وهناك مثلا تأخر الطائرة عليك كما حدث لي أكثر من مرة لأن مثل هذا الأمر سوف يُربك برنامجي أو برنامجك...فلماذا تصب غضبك وإحباطك على مأمور الخطوط السعودية ؟.
- · وهل له إرادة فيما حدث؟.
- · والحل هو أن تستثمر الموقف في القراءة أو التعرف على بعض المسافرين معك والتحدث معهم /وإليهم... وحتى لا يكون التوتر باديا وأكثر صعوبة عليك؟ .
- · الآن عرفت وفهمت قاعدة 90/10...أرجوك...ثم أرجوك طبقيها صديقتي/صديقي وسوف تدهشك نتائجها ولن تخسر شيئاً.
- · قاعدة 90/10 عظيمة ونتائجها باهرة لا تصدق...فالقليل منا هو من يقوم بتطبيقها.
- · فهناك الملايين من البشر يعانون من ضغوط العمل والمواقف اليومية ...ومحن ومشاكل كثيرة، وبعضهم يصابون بنوبات قلبية بسبب تلك الضغوط ...أو بسبب بعض المواقف العصيبة الطارئة...وما علينا سوى أن نعرف ونطبق قاعدة 10/90...لأنها تستطيع تغيير حياتك بإذن الله تعالى وتوفيقه...مع أن هذه القاعدة تأتي متوافقة مع الإيمان بالقضاء والقدر.
- · فهل تتحكم في انفعالاتك بالشكل المناسب حسب المواقف أم تترك للسانك وعصبيتك العنان مع الآخرين...وبخاصة عند المشاركات ومعارضي آرائك...أو اتهامك؟.
- · لاشك أن الإجابة على هذا السؤال يحدد شكل شخصيتك وانطباع الآخرين عنك...وقدرتك على تطبيق تلك القاعدة بشكل جيد...وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه،،
إعداد مغلي الجميع
ابو بدر... فالح الخطيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق