كل يوم خميس على المحبة نلتقي...(العضو/الصديق...والغضب!)...(38)

إعداد مغلي الجميع
ابو د. بدر ... فالح الخطيب
- · قد يمر بعض الأعضاء/ الأصدقاء أياماً عصيبة... وربما نجدهم في حالة مزاجية سيئة جداً، وقد نراهم يصبون جام غضبهم وشعورهم بالإحباط واللوم على الآخرين، نتيجة بعض الأطروحات والمشاركات الاستهزائية أو غير الموضوعية.
- · وإذا ما نظرنا إلى حالة الغضب للعضو - وفق تقسيم الجدول للأعضاء/ الأصدقاء التالي أدناه- وما ينتج عنه من حقد أحياناً حيث نجد أنه يتمحور حول إضمار العداوة في القلب والتربص لفرصة الانتقام ممن حقد عليه... ولقد امتدح الله المؤمنين الذين صفت نفوسهم، وطهرت قلوبهم، فلم تحمل حقدًا على أحد من المؤمنين... (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ). (الحشر).
- · والسؤال الذي يطرح نفسه على جميع الأعضاء/ الأصدقاء... لماذا تحمل قلوب البعض منا الغضب... وتغلي عقولهم بالسخط؟
- · انظر إلى هذا الموقف:
- · (س) عضو/صديق تعرض إلى النقد الجارح من عضو آخر، أو من بقية الأعضاء... بينما العضو(ش) تعرض إلى استهزاء وسخرية من بعض الأعضاء على أثر طرح أحد موضوعاته أو مشاركاته في موقع الفيس بوك أو المنتدى/ أو إحدى المنتديات الأخرى.
- · ولتحليل الموقف السابق أشير إلى الآتي:
- · زميلي العضو/الصديق: إذا كان هذا الكلام ولد لديك صدمة عنيفة ... وشعرت بها ... وما أشاروا إليه هؤلاء مشاركةً ... أو فعلوه طرحاً...قد أصابك بالذهول في ذلك الوقت... فعليك في المرة القادمة أن تحرص على أن تنصت لمشاركاتهم ... وآرائهم بشكل جيد، على أن تقوم بتقييم تلك المشاركات والأطروحات بموضوعية ... بدلاً من أن تصدقها كلياً، أو تتقبلها بشكل أعمى دون فحص وتمحيص.
- · فربما يكون لانتقادهم لك من خلال المشاركات/ الأطروحات مبعث غضب أو حتى سخط أو غيرة كامنة في داخل نفوسهم.
- · لذا... فأغلب الأعضاء/ الأصدقاء يصيبهم الغضب إذا ما تعرضوا للاستهزاء والاستخفاف بهم، أو إذا ما عرفوا أن ليس لهم مكان أو وجود على خارطة موقع الفيس بوك أو المنتدى قبولاً.
- · من هنا فإنه من الضروري أن يكون العضو/الصديق المستخف به/المنتقد هادئاً متزناً، وليفكر فيما إذا كان قد ارتكب حقيقة خطأ (ما) ... أو أن العضو/الصديق الآخر الذي قام بكتابة مشاركته/ طرحه تعليقاً... لديه أوهاماً أو تصورات غير حقيقية.
- · أما قبول العضو بكل ما يكتب عنه الطرف الآخر على أنه حقيقة مسلمة فهو لا يساعد إلا في جعل العضو شديد الغضب... كما تجدر الإشارة إليه أن "هاملت أوفيليا" قال: (كن طاهراً كالثلج، نقياً كالجليد، غير أنك لن تهرب من الخداع والطعن في الظهر).
- · ومهما كان العضو حريصاً على مراعاة شعور الآخرين وتقديرهم، فإنه بالطبع سيتعرض للهجوم والإيذاء أثناء الطرح/ المشاركة من جانب بعض الأعضاء - أحياناً - وبدلاً من انشغال تفكير العضو أمام بعض الأعضاء/ الأصدقاء المستهترين والمنتقدين... فعليه أن يكون خلوقاً ومتسامحاً مع من أساء إليه بنقد غير موضوعي، متذكراً أن العضو نفسه كثيراً ما يتصرف بالطريقة ذاتها في مواقف متشابهة... فقيام العضو بضبط ما يقوله طرحاً ... مشاركةً... يعد تدريباً على السلوك المنشود تحديداً... إذا ما أراد العضو أن يتفاعل مع الآخرين ... بعيداً عن التوتر والاضطراب وجدانياً إلى الحد الذي يحول دون ذلك.
- · عليه كذلك أن يتعلم... ويتقبل مشاعر وأنماط الآخرين وبخاصة أولئك المزاجيين، أياً كان الموقف الذي هو فيه... أو المواقف التي هو فيها، بذلك يستطيع أن يضيء يومه ويكون أكثر إشراقاً وينبض سعادةً لا نهائية تنبثق من داخله، وتعمل باطراد على تغييره وتطويره نحو الأفضل... لتحقيق ما يصبوا إليه.
- · كما أنه والحالة هذه سيغدو عضواً/ صديقاً أكثر نضجاً وفاعليةً حين يستطيع أن ينظر إلى هذا الموقف/ وتلك المواقف من منظور أكثر شمولاً واتساعاً، وأكثر تفهماً وتقديراً للآخرين... مما يولد عنده مزيداً من النجاح.
- · فحيث يوجد نجاح هناك دائما ً فشل، وإذا ما اعتقد أحد الأعضاء/ الأصدقاء أن الحياة يمكن أن تتألف فقط من نجاحات تصطف خلف بعضها البعض، فإنه بذلك يبالغ أو يبلغ حد التضليل أو خداع النفس، فالأخطاء والإخفاقات والأزمات والصدمات هي الألغاز التي يبني عليها النجاح أخيراً صورته الكلية.
- · والفشل يعني الانسحاب والهروب من المواجهة... بحيث يستمر العضو/الصديق في التعثر أمام أية عقبات/صدمات تواجهه... بل إنه يقع في الصعوبات والمشكلات ذاتها طوال حياته.
- · فبمجرد أن يستسلم العضو للتعثر والسقوط في موقف/ مواقف بعينها، فإن ذلك سيصبح نسقاً في حياته... وعليه فإن سعادة العضو مرتهنة به... وعليه تحقيقها ... ويعود عليه ... وبما يفعله النفع بها.
- · هذه دعوة في شهر رمضان المبارك بالعفو والتسامح مع بعضنا البعض... هذا ما أرى والرأي للجميع... وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
إعداد مغلي الجميع
ابو د. بدر ... فالح الخطيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق