كل يوم خميس على المحبة نلتقي...(لا تستعجل في الحكم ؟)...(77)
- · في إحدى مدارس الأطفال سألت المعلمة أحد طلابها وقالت له: أعطيتك تفاحة، وتفاحة، وتفاحة... فكم تفاحة لديك الآن؟.
- · بدأ الطفل العد على أصابعه ثم أجاب: (أربع!).
- · استنكرت المعلمة تلك الإجابة وظهرت على وجهها علامات الغضب، خصوصا بعد شرحها المطول لتلامذتها، فكان ينبغي أن يتوصل الطفل إلى الإجابة الصحيحة وهي (ثلاث).
- · أعادت المعلمة عليه السؤال مرة أخرى... فربما لم يستوعب في المرة الأولى، وكررت: أعطيتك تفاحة، وتفاحة، وتفاحة، فكم تفاحة لديك الآن؟.
- · بدا التلميذ بالعد مرة أخرى وهو يتمنى أن يرى ابتسامة الرضا على وجه معلمته.
- · كما بدأ يركز أكثر ويعد على أصابعه، وبعدها قال بشكلٍ متيقن (أربع يا معلمتي!).
- · فازداد غضب المعلمة وأدركت أن الإجابة جاءت بناء على أحد أمرين: إما أنها معلمة سيئة، فاشلة، لا تجيد توصيل المعلومة بشكل صحيح لتلامذتها، أو أن هذا الطفل غبي.
- · بعد لحظات من التفكير قررت المعلمة أن تجرب مرة أخرى...ولكن هذه المرة بفاكهة أخرى محببة لدى الطفل، بدلاً من التفاح، وذلك من باب تحفيز الذهن، فسألته:
- · أعطيتك فراولة، وفراولة، وفراولة، فكم فراولة لديك؟.
- · وبعد العد على الأصابع أجاب الطفل (ثلاث) ففرحت المعلمة فرحا عظيما، حيث أدركت أن تعبها لم يذهب سدى، وأثنت على الطفل.
- · حينها قالت - في نفسها- سأعيد سؤال التفاحات مرة أخرى للتأكد من فهم الطفل واستيعابه.
- · فأعادت السؤال الأول: أعطيتك تفاحة، وتفاحة، وتفاحة، فكم تفاحة لديك الآن؟.
- · بدأ الطفل يعد بحماسة وثقة أكبر ثم أجاب (أربع يا معلمتي!).
- · فسألته والغضب يتطاير من عينيها كيف؟؟ رد الطفل: لقد أعطيتني ((ثلاث تفاحات)) وأعطتني أمي هذا الصباح ((تفاحة واحدة)) وضعتها في الحقيبة فأصبح مجموع الذي لدى الآن أربع تفاحات!!!!.
- · واتساقا مع ما سبق...لا يجب علينا أن نحكم على إجابات أو وجهات نظر الآخرين إلا بعد معرفة الدوافع والخلفيات التي وراءها.
- · اجعل وجهات نظرك وقناعاتك مرنة تتقبل وجهة نظر الآخر/ الآخرين.
- · احرص دائماً على معرفة ما الذي وراء القناعة أو وجهة النظر، كي تتمكن من الحكم عليها فهذه الطريقة ذات تأثير سحري خاصة عند استخدامها مع المراهقين الذين يكونون قناعات خاطئة.
- · لكننا لن نستطيع تغييرها إن لم ندرك ونكتشف ما وراء تلك القناعات ونلامس ما بداخلهم وما الذي يصنع تلك القناعات.
- · المعلمة لم تكتشف صحة إجابة تلميذها وخطأ اعتقادها إلا بعد أن سألته كيف حصل على تلك الإجابة.
- · عندما تواجه وجهة نظر أو معتقداً يظن صاحبه أنه صحيح فاسأله: كيف ولماذا يظنه صحيحا؟.
- · واسأل نفسك أيضا: لماذا تظنها خطئا؟!.
- · لكي تستزيد وتتضح الصورة لك بأن ترى من منظور آخر...الآخرين.
إعداد مغلي الجميع
ابو د. بدر...فالح الخطيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق