كل يوم خميس على المحبة نلتقي...(ما أهمية إعداد الدروس ؟)...(59)
- · مع بداية كل عام دراسي جديد, هناك سؤال يتكرر سنوياً عند المعلمين هو: هل إعداد الدرس (التحضير) اليومي ضروري حقاً ؟.
- · لا شك أن إعداد الدرس أو وضع خطة الدرس، في أي نظام تعليمي يعد من أكثر الأمور أهمية، لما يقوم به المعلم من رسم استراتيجيات تعليمية، وتحديد فعاليات تربوية لها دور مؤثر في سلوك التلاميذ.
- · لذا فإن المعلم المدرك لمسؤولياته تجاه تلاميذه يعمل كل ما في وسعه من أجل إعداد درسه اليومي إعداداً جيداً وذلك لإكساب التلاميذ الكثير من المعلومات والمهارات والاتجاهات.
- · كما تكمن الإجابة عن السؤال السابق في تغيير نظرة كثير من المعلمين إلى إعداد الدرس أو وضع خطة الدرس، أو ما اصطلح على تسميته بـ (التحضير) على أنه أشمل وأعمق من كونه واجباً روتينياً يقدم إلى مدير المدرسة أو المشرف التربوي الزائر، بهدف التوقيع عليه من قبلهما، ومن ثم كسب رضاهما.
- · لقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن كثيراً من نواحي القصور في التربية والتعليم تعزى إلى غياب الإعداد المسبق للدرس سواء أكان الإعداد كتابياً أم ذهنياً، أو هما معا لتكاملهما. ونظراً لأهمية الإعداد بالنسبة للمعلم وما يفتحه أمامه من آفاق فكرية وفوائد يجنيها من ورائه نذكر ما يلي:
ثانياً: تنظيم الوقت أثناء تأدية الحصة بحيث يعطي المعلم كل هدف الوقت المخصص له، وبالتالي يستمر الأداء التدريسي من بداية الحصة إلى نهايتها بعطاء لا يعرف الملل وبذل لا يعرف الكلل .
ثالثاً: تحقيق مبدأ ترابط معلومات الدرس.
رابعاً: قيام المعلم بإدارة الصف بشكل جيد فضلاً عما في ذلك من تجديد لشباب المعلم، و قضاء على الآلية الروتينية في التدريس.
- · وعليه فإن نجاح المعلم في تدريسه يعتمد بالدرجة الأولى على ما يبذله من جهد منظم في تحضيره.
- · وبإيجاز، يعني تحضير الدرس تحديد موضوعه، والاطلاع عليه وفهمه، والتأكد من سلامة المادة، وتذليل الصعوبات المتوقعة، والعودة إلى المراجع و المصادر التي تبلوره أكثر في الذهن، والتفكير في الأهداف التعليمية والتربوية، وحسن صياغتها، وفي الطريقة والوسائل التعليمية المعينة على إيضاحه وإعداده.
- · أما ما يتعلق بتدوين المعلومات في كراسة الإعداد، فالأمر يتطلب بعض المهارات من المعلم، فليس هو مجرد كلمات، وجملاً توصف بل التسجيل ينبغي أن يبرز مقدرة المعلم و سيطرته على المادة التعليمية، وهضمه لها، وإلمامه بطريقة التسجيل، وأهدافه وأغراضه.
- · إن الغرض من التحضير يعني معرفة حدود المادة المراد تدريسها للتلاميذ، وترتيب الحقائق التي يتضمنها موضوع الدرس، ورسم خطة محددة واضحة يمكنه من خلالها إيصال المعلومات إلى أذهان التلاميذ بالشكل الذي يناسب قدراتهم العقلية، ومن خلال هذه الأهداف تبرز أهمية التحضير وفاعليته في عملية التدريس، إذ بدونه لا يمكن السير على منهج واضح محدد في خطوات الدرس، وسيصبح التحضير بهذا شكلاً بلا مضمون، وعملاً ارتجالياً.
- · يضاف إلى ذلك أن على المعلم أن يطلع، وأن يقرأ في مجال تخصصه حتى يثقف نفسه، ويثق بمقدرته، ومعلوماته وحتى يستطيع أن يرد على تساؤلات تلاميذه، فلابد له من الرجوع إلى المصادر والمراجع حتى لا يكون كتاب التلميذ هو مرجعه الوحيد، فإذا كان التلميذ والمعلم يعتمدان مرجعاً واحداً- أي كتاب التلميذ - فما هو فضل المعلم على تلميذه، وبأي شيء يزيد عليه، لهذا يحسن بالمعلم أن يطلع وأن يبحث عن الجديد حتى لا يصاب بالجمود، وقد يقول قائل: إن التحضير لن يزيد عن صفحتين، وربما أقل فهل يستحق هذا الكم الضئيل كل هذا الجهد؟ ونقول نعم، ذلك لأن الهدف من هذا الإعداد الاطلاع الواسع حتى يقف المعلم على أرض صلبة أمام تلاميذه وحتى يبقى متمكناً من مادته العلمية، واثقاً كل الثقة بنفسه، أليس مثل هذا الأمر يستحق كل هذا الجهد والعناء.
- · وتحقيقاً لما سبق، ولكي يرسم المعلم خطة الدرس وخارطته شكلاً ومضموناً ينبغي عليه عند إعداده لدرسه التفكير في الآلية التالية التي ستساعده على إعداد درسه اليومي... ويجيب عن الأسئلة التالية:
- · ( لماذا، وماذا، ولمن، وكيف؟) ومعرفة نتائج الدرس:
- ماذا سأدرس؟ يشير هذا السؤال إلى المحتوى، وأنواع المعارف المراد تدريسها، ويحدد (أيضاً تطور هذه المعرفة).
- لمن سأدرس؟ يرتبط هذا السؤال بالمشكلات المتعلقة بالتلاميذ ومنها مثلاً مسألة العمر، ومسألة العمليات العقلية، والاهتمامات المتصلة بسن الطلبة .
- كيف سأدرس؟ الجواب عن هذا السؤال يتعلق بالكيفية التي يتاح له بها تعليم المقررات/المناهج . (الدروس) والطريقة التعليمية المستعملة، والطرائق تتم على مستويين، الطرائق العامة المناسبة لجميع المواد و الطرائق الخاصة بمادة معينة.
- نتائج الدرس؟ الأمر هنا يرتبط بالتقويم الذي يحاول المعلم من خلاله تحقيق الأهداف المراد بلوغها من وراء درسه...هذا وبالله التوفيق.
إعداد مغلي الجميع
ابو د. بدر... فالح الخطيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق