الاثنين، 9 يناير 2012

الكاتب والكتابة... وما بينهما !

كل يوم خميس على المحبة نلتقي... (الكاتب والكتابة... وما بينهما).....  (53 )

 



  • ·    أتساءل أمام نفسي... كما يتساءل الكثيرون.... لماذا تكتب... ولماذا أكتب؟ ... وما جدوى الكتابة لك وللآخرين على حد سواء؟.
  • ·    فالكتابة تمثل بشكل خاص متنفسا للكاتب، ليصب فيها شكواه، أحاسيسه، معاناته.
  • ·    والكتابة من حيث المستوى منها السيئ جدا... الذي ليس موجهًا لك، وإنما يستعمل لأغراض شخصية، ومنها الجيد وهو الذي يمكن أن تخرج منه بفائدة بعد قراءته... والثالث وهو الأرقى الذي نادرا ما يصل إليه الكاتب... وهي الكتابة التي تغير الأفكار، فتلفت انتباهك إلى جانب مختلف، ثم تتوقف عندها.
  • ·    والكتابة ربما تفتقر إلى المنهج الاستقرائي من دراسات علميه تجريبية وإحصاءات ومعلومات وآراء المختصين والخبراء، حينها  قد تشكل أزمة منهجية للكتابة الفكرية...بينما هناك من يبني كتاباته على سمعت أو قيل لي ... أو من وكالة يقولون...من دون تأكَّد أو تأكيد للمعلومة، فثقافتنا تعتمد على السماع والارتجال دون توثيق للمعلومة أو الحدث.
  • ·    والكتابة الأكثر حيوية وشعبية... تلك التي تلقى ذيوعًا في (الفيس بوك)، وتنال أكبر عددا من التعليقات، وهي الكتابة التي تناقش هموم الناس الشخصية، حتى إن المتلقي يصبح عاشقًا لهذه الكتابة والكاتب... ومن قوة الفكرة قد ينسى الأسلوب.
  • ·     والكتابة قد تكون سلبية حين يستعملها الكاتب من باب خالف تعرف مثلا، وهذه شعبية سريعة سرعان ما تزول، ولا يبقى إلا الجيد منها.
  • ·    المهم أن تعرف كيف تعرف عند ممارسة الكتابة... لا أن تحصل على معلومة وتشعر أنك حصلت على الاكتفاء الذاتي... لأن القراء مستهلكون للسلعة ومن يستهلك السلعة السيئة لا يعود إليها مرة أخرى.
  • ·     وعلى الكاتب ألا يكذب أو يتملق أو يحصر نفسه في معسكر معين، بل عليه أن يرتفع فوق الجميع وتكون له نظرة عامة وشمولية.
  • ·     وسمعة الكاتب إما أن تكون سلبية كذلك أو إيجابية فهي سرعان ما تتحول لماركة مسجلة خصوصًا لدى الشعب المولع بالتصنيف السريع.
  • ·    كما أن هناك من الكتاب من ينتهج أسلوب اللعب على وتر العواطف ليحوز على رضا القراء، كما يحصل مثلاً في الإعلان عن حالات وجود فساد فيقوم الكاتب بذم هذا الفساد بألفاظ الهجاء المتوافرة والمحركة لعواطف القراء، فالأكثر تأثيرًا بالعواطف هو الحائز على رضا القراء فقط...وهذا ليس عيبًا بحد ذاته لكنه يصبح عيبًا حين يصبح الأسلوب المعتمد دائمًا.
  • ·    والغريب والعجيب في الأمر هو ما يحصل عند المشاركات في (الفيس بوك) ... تجد أن البعض تسيطر عليه الذاتية ... وحب إقصاء الرأي الآخر.
  • ·    فالبعض منا  يتمركز حول ذاته ويدافع عن مصالحه وآرائه الخاصة... وهذا ليس شذوذا بل أحد عيوب التفكير التي تمنع من رؤية الجوانب الأخرى ووجهات النظر المختلفة... فطالما افترضت أنك على صواب فما الذي يمنع الآخرين أن يكونوا مثلك!؟.. وحين تكون على صواب فعلا هل يعني هذا أن الآخرين كانوا على خطأ؟!.. أليس من الأفضل والأسهل أن تبدأ دائما بفرضية كونك (أنت) على خطأ!!
  • ·    والبعض الآخر- للأسف- عند مشاركاته يتعصب تعصبا أعمى لأفكار معينة، ويتبنى قوالب مسبقة، ويعتمد على التعميم في إصدار الأحكام... ولكن حين تتعصب لفكرة معينة... فإنك لن ترى لها بديلا، وحين تتبنى قوالب مسبقة لن تلاحظ التغيرات الجديدة، وحين تعتمد على التعميم (ضد جنس أو تيار أو ديانة معينة) لن تشاهد الاختلافات الفردية والفوارق الايجابية داخلها.
  • ·    هذا الأمر يعطي مؤشرا على عجز الكاتب أو المشارك في المشاركة الفاعلة المبنية على المنهجية العلمية...دون اللجوء إلى التعميم والاهتمام بالتفاصيل... وتقبل وجود الاستثناءات.
  • ·    ونحن هنا لا نريد لعقولنا أن تكون مبرمجة حول ما أشير إليه مسبقا دون نقد ووعي وإدراك.
  • ·    لذا علينا أن نبدأ عملية التفكير بمعزل عن نية التأثير وإثبات القناعات الخاصة (وهذا بالضبط ما يفعله العلماء في المختبرات حيث يبحثون عن الحقيقة المجردة دون نية إثبات رأي أو معتقد مسبق).
  • ·     فالحقيقة مثل القول: (الرياض) عاصمة السعودية ...فلا خلاف على ذلك ... ومثله الأمر الواقع الذي يمثل الجزء الصامد من الحياة...وفق الله الجميع إلى ما يحبه ويرضاه.


     إعداد مغلي الجميع
          ابو د. بدر... فالح الخطيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق