كل يوم خميس على المحبة نلتقي...(ماذا نريد من مدير المدرسة مستقبلاً ؟)...(78)
- ماذا نريد من مدير المدرسة.. وماذا نريد أن تكون عليه الإدارة المدرسية مستقبلاً..؟
- لاشك أن الإدارة المدرسية تقوم بدور بارز ومهم جداً في نجاح العملية التعليمية التعلمية والتربوية، وقد زادت هذه الأهمية في عصرنا الحاضر نتيجة تطور الدور الذي أصبحت تؤديه، ويعد مدير المدرسة واحداً من أهم العوامل الأساسية في نجاح العملية التعليمية التعلمية والتربوية، وقد أكدت ذلك معظم نظريات الإدارة التعليمية حيث تضعه في مركز الأحداث التي تجري في المدرسة.
- ومن منطلق موقعه الوظيفي ونتيجة لتغير دور الإدارة المدرسية، فإن مسؤولياته والمهام والنشاطات التي يقوم بها قد تنوعت وتعددت كي تلبي ما يتطلبه الدور وبالتالي ما يتطلبه الفرد والمجتمع.
- · ولعل السؤال الأكثر إلحاحاً في العملية التعليمية التعلمية والتربوية، انطلاقاً من متابعة الإدارة المدرسية وأدبياتها هو:
- · ما الذي نريد من مدير المدرسة، وماذا نريد أن تكون عليه الإدارة المدرسية مستقبلاً؟.
- بالطبع نريد منها الكثير، وإن كنا ندرك سلفاً أن ما نريده منها لا يزال معلقاً بالأماني.
- نريد إدارة واعية بمتطلبات العصر الحديث، حريصة على التوفيق بين العمل الإداري والعمل الإشرافي الفني، خاصة إذا عرفنا أن بعض مديري المدارس يهتمون بالأعمال الإدارية والكتابية على حساب الجوانب الإشرافية والتوجيه والإرشاد ومتابعة شؤون الطلبة والمعلمين، اعتقاداً منهم بأن نتائج الأعمال الفنية (الإشرافية) غير ملحوظة، وأن نتائج الناحية الإدارية هي الملموسة.
- نريد من مدير المدرسة أن:
1- يستطيع التعديل في أساليب التدريس ومناشطه، لأن ما كان صالحاً في الماضي قد لا يكون صالحاً في الحاضر.
2- يرغب المعلم الجديد ويحببه في مهنته ومدرسته، ويبث الثقة في نفسه، ويغرس أصول المهنة لديه.
3- يعمل على حفز الهمم وإذكاء الحماسة والتنافس الشريف بين المعلمين.
4- يساعد على تحسين مواقف التعليم مما يجعله قائماً على التخطيط والتقويم والمتابعة، إضافة إلى كونه يساعد على تحسين أداء المعلمين بصقل ما لديهم من استعدادات، وقدرات، ومهارات، تفيد في تحسين العملية التعليمية والتربوية.
5- يساعد الطالب على التقدم في دراسته، واكتشاف ذاته وميوله.
6- ينظر إلى الإدارة على أنها علم وفن في الوقت نفسه، فهي علم عن طريق دراسة علم الإدارة وما فيها من نظريات، وفن يكتسبه المدير بالخبرة الطويلة...ونجد أن هناك صفات لابد من توافرها في المدير الناجح، ومن هذه الصفات (الرغبة في العمل، التكيف ومتطلبات العمل، إشراك المعلمين في صنع القرار والمهام الوظيفية، التحلي بالموضوعية عند تقويم أداء المعلمين، احترام آراء المعلمين الثقة المتبادلة مع المعلمين، الصدق والعدل والعطاء، قوة الشخصية، التأهيل التعليمي والتربوي، القدرة على التنظيم، تحمل المسؤولية، اللباقة وحسن التصرف، الثقة بالنفس، الجدية وتوخي الشمول في النظر إلى المواقف، المبادرة إلى تطوير العمل، القدوة الحسنة).
7- يكون صاحب معرفة بالأهداف، قادراً على تحقيقها، إعداداً، وتخطيطاً، وتنظيماً، ومعرفة بالوسائل والطرق والعلاقات، يؤمن بالعمل الاجتماعي انطلاقاً من موقعه في قيادة المجتمع المدرسي ورعايته التي تشمل جميع أفراد ذلك المجتمع، فهو صاحب معرفة ومهارة في التعامل مع أفراد المجتمع المدرسي طلاباً ومعلمين وعاملين، ولديه خبرة وثقافة عامة، مهنية وتربوية وإدارية تحقق له احترام كل من يتعامل معهم داخل المدرسة وخارجها.
8- يكون قادراً على توفير الظروف المناسبة لأداء فعال في العمل، وقدرة على مواكبة التغير وعلى استخدام التقنية الإدارية، والتي تعني إتقان طرائق تحليل النظم الإدارية، وطرق البحث الإجرائي، وغير ذلك من أساليب العمل الإداري، والمدير الناجح هو الذي ينمي فاعليته الإدارية باستخدام هذه الأساليب بغية تطوير العمل وتأدية المهمات على أفضل وجه.
9- يسعى إلى تطوير الأساليب التربوية الحديثة التي تؤكد ضرورة التنمية المتكاملة لشخصيات المعلمين، وتنمية مهارات الإبداع، وقدرات التفكير العلمي لديهم.
10- يعمل وفق المنطق القائل: الرجل المناسب في المكان المناسب، ويحدد سير العمل من خلال تقديره لقدرات الأفراد واستعدادهم وميولهم في أثناء تكليفهم بالمهام والأعمال التي تتناسب معهم.
11- يستخدم الاستراتيجيات في اتخاذ القرار، ذلك لأن الإدارة الناجحة هي التي تتوافر فيها لدى المدير المعرفة العلمية، والمهارات الإجرائية، لترجمة الأفكار المعرفية إلى سلوك إداري فعال، يستطيع إدراك المواقف الإدارية المختلفة وتوخي التصرف المناسب حيالها بمعنى أن يكون المدير لماحاً لإدراك الأمور على حقيقتها ونتيجة لذلك يهتدي إلى القرارات المنطقية وكذا يستطيع أن يقوم نفسه ذاتياً.
12- يقوم بتحديد المهام التي يضطلع بها، وعندما يقوم بعمله يوجه لنفسه الأسئلة التالية التي تحمل في مضامينها الأطر العامة للمسؤوليات الإدارية، وهي كما يأتي:
- ماذا أريد أن أعمله؟ (الأهداف، النتائج المتوخاة).
- كيف أقسم العمل؟ (الأسس، الاستراتيجيات، الطرائق).
- من سينفذ العمل؟ (تحديد الوظائف والأدوار وإسنادها لمن يقوم بها).
- ما الوسائل المستخدمة لتنفيذ العمل؟ (التمويل، المرافق، الآلات).
- · متى ينفذ العمل؟ (الخطة الزمنية، ترتيب النشاطات والأعمال حسب الإطار الزمني).
- · ما المعايير والمواصفات الواجب توافرها في العمل المنتج؟ (شروط الجودة النوعية).
- · ما مدى انطباق المعايير والمواصفات المتفق عليها لتحديد نوعية العمل المنتج؟ (التقويم).
* إن المدير الناجح المبدع المتطور، والإدارة الحديثة الناجحة المبدعة، تعنيان طالباً ناجحاً مبدعاً وعضواً فاعلاً في المستقبل، وهذه الغاية أرى أنها اجتمعت في الإدارة الحديثة لكي تنمي القدرة الفنية الإبداعية، حيث إنها تضفي على العمل التربوي مرونة كبيرة، وترتقي به إلى درجات عليا، وتجاوز به حواجز الروتين التي تخنق الإبداع وتطفئ توجه التجارب الناجحة .
فما الإدارة الحديثة ؟
إن الإدارة الحديثة تقوم على ( الآلية) الآتية:
1- إنها تتسم بأهمية اتخاذ القرار النافع المفيد، وبوحي من فكر حصيف، لتنشئة جيل واع يواكب مسيرة الحضارة وينصهر في بوتقتها بفضل تضافر الجهود لرسم منهج رائع يتيح العطاء المثمر ويشجع البناء الفني.
2- تتطلب الإدارة المدرسية الحديثة طاقماً إدارياً يشمل، المدير العام ومدير المدرسة والسكرتارية والوكلاء المساعدين والناسخ والكاتب ومراقب طلبة والمشرف الاجتماعي والمرشد الطلابي وعلى أية حال نلاحظ أن لكل واحد منهم دوراً يؤديه في ظل الإدارة الحديثة، بحيث يكون هناك جهاز متكامل تتوزع فيه الصلاحيات وتحدد فيه المسؤوليات بطريقة توفر للمدير العام ومدير المدرسة الوقت الكافي لممارسة مهامهما الإشرافية، كما أنه بهذا يترك الباب أمامهما مفتوحاً للإسهام بإبداعهما في أهم جوانب العملية التعليمية والتربوية والارتقاء الفني بها.
3- الأخذ بأيدي الطلاب مع مراعاة الفروق الفردية بينهم، والأخذ بيد المتعثر، والتشجيع المستمر للطالب المتفوق.
4- إشراك ولي الأمر فيما يخص المدرسة والطالب وربط المدرسة بالمجتمع المحيط.
5- استخدام التقنية المتطورة في عملية التدريس والتقويم وربط أساليب العملية التعليمية والتربوية باهتمامات الطالب وإتاحة الفرصة له للتعلم الذاتي والاعتماد على النفس.
6- اختيار أحد المعلمين ليكون (المعلم الأول) رئيساً لمادته أو شعبته مما يكسبه مرونة وحرية للوقوف على المستوى الحقيقي لبقية زملائه المعلمين والطلاب، ورصد الجوانب التي تحتاج إلى تدعيم، والأحرى التي تحتاج إلى تشجيع وبذلك يكون المعلم الأول أكثر قدرة على الارتقاء بمستوى زملائه والتفرغ لعقد الندوات والمحاضرات والدروس الريادية -النموذجية- وتبادل الزيارات الميدانية بين المعلمين في المدرسة الواحدة أو في المدارس الأخرى، وتشجيع زملائه المعلمين على ابتكار طرق جديدة في التدريس عن طريق اللعب والتعلم الذاتي والاستعانة بالحاسب والفيديو وجعل الحصة أكثر بهجة وحيوية باستخدام كل أركان المدرسة كالصالات والساحات في المدرسة وغيرها، وعدم حصر الحصة في قاعات الفصول قدر المستطاع، ثم الاستعانة بالمراجع والكتب الحديثة، وتشجيع المعلمين على القراءة والاطلاع على مستجدات التربية الحديثة.
7- لما كان الطالب ثروة الوطن، ومصدر التنمية وغايتها، عنصراً فعالاً في إدارة حديثة، تطمح إلى ربطه بالمجتمع وإفادته من التقنيات المتدفقة والمعلومات المستجدة، تغير دور المعلم وبات تخير الأساليب المناسبة من أوكد واجباته، فأصبح مطالباً بمراعاة المتوسط والمتعثر والمتفوق على حد سواء فيتحدى المتفوق ليفجر طاقاته الإبداعية والعلمية والفنية والمهنية عن طريق استخدام ما يوجد في المدرسة من المختبرات والصالات والألعاب والمكتبة، ويمنحه الفرصة ليجرب ويشاهد ويستنتج من خلال الاحتكاك بكل ماله علاقة بمنهجه الدراسي داخل المدرسة وخارجها بالتعاون مع المؤسسات والمصانع والنوادي وغيرها في ضوء رغبته وهوايته، كما يجب أن يفتح أمامه مجال التعلم الذاتي.
8- إشراك الطالب في تنظيم الندوات والمحاضرات، والمسابقات العلمية والفنية، وتنظيم المعارض واليوم المدرسي، وعمل الوسائل وغيرها، وحل المشكلات الطلابية عن طريق مجلس الطلبة الذي يتم الاشتراك فيه عن طريق الاختيار من قبل المعلمين أو الانتخاب من قبل الطلاب داخل المدرسة...هذا اللون من الفعاليات ينمي روح المسؤولية لدى الطالب ويشحذ إدارته مما يسهم بقدر كبير في تنمية النضج والوعي الفردي بأداء الواجب.
9- تقويم أداء الطالب عن طريق الوسائل الجديدة التي لها دور في بناء شخصية الطالب وتشجيعه على القراءة والفهم وليس الحفظ والاستظهار، وبذلك تتضاءل سلبية سلوك التلقي والاتكالية الجامدة في ظل التطوير النافع المفيد الذي أوجدته الإدارة الجديدة وتتضاعف فرص الإبداع وإبداء الرأي والمشاركة الفعالة في البناء.
10- أن يدرس الطالب المنهج بمفهومه الواسع الذي لا يقتصر على الموضوعات أو المواد أو المقررات الدراسية، بل كل ما تقدمه المدرسة إلى طلابها تحقيقاً لرسالتها الكبرى في بناء شخصية الطالب وفق أهداف تربوية محددة وخطة عملية سليمة بما يساعد على تحقيق نموه الشامل جسمياً، وعقلياً، ونفسياً، واجتماعياً، وروحياً.
- كيف نعد مدير المدرسة الحديثة ؟.
- · مدير المدرسة الحديثة، هو المدير الفاعل المؤثر في مستقبل إدارته بما تتوافر فيه من كفاءات مثل: الشخصية، والتخطيط التعليمي، والتنظيم، والإشراف التربوي، والعلاقات الإنسانية، والعمل مع الجماعات، واتخاذ القرار التعليمي الرشيد، والاتصال، وربط المدرسة بالبيئة، والجوانب الإدارية، والتقويم.
- إن المدير الذي نريده، يتركز عمله في المحاور الرئيسة التالية:
(ب) تقديم خطط وبرامج تدريب تقوم على تحليل كل المتغيرات والتحديات البيئية، ونقاط قوة وضعف المديرين.
(ج) مراجعة برامج التنمية الذاتية التي يمارسها كل مدير مع نفسه تكاملاً مع ما تلقاه من تعليم وتدريب، برامج تقوم على محاسبة وتقويم الذات بموضوعية وصدق،فكما تتلاحق المتغيرات والتحديات، تتجدد باستمرار الحاجات لتطوير المعلومات والقدرات.
* تلك هي الكفايات التي نروم ونطمع أن تتوافر لدى مدير المدرسة حتى نلمس تحسناً واضحاً على إدارته ويتطلب ذلك:
- تحديث المهارات الإشرافية.
- اكتساب مهارات فنية وإدارية عالية.
- اكتساب مهارات خاصة متميزة تتصل بمواجهة المواقف التربوية والمشكلات اليومية الطارئة.
* والمطلوب إذن إعطاء مساحة أكبر من الاهتمام بالمهارات الإشرافية، وتشجيع مديري المدارس من ذوي المهارات العالية على الابتكار والاجتهاد إلا أن مثل هذا الأمر لن يتحقق إلا عبر جرعات من التدريب المكثف لمديري المدارس وصولاً إلى الأفضل، مع إدراكنا الأكيد بأن ما طرح حول الإدارة الحديثة لن يغيب عن ذهن المسؤولين عن التعليم في بلادنا العزيزة، ولعل ما ورد في هذا المقال هو من باب التذكير والمشاركة الوجدانية في موضوع يهم كل معني بمستقبل التربية في المملكة العربية السعودية خاصة مستقبلا مع تسارع الخطى فغشينا قبل أن نغشاه.
*وأخيراً نريد مديراً مؤثراً يصنع الأحداث، ولا يكتفي بمجرد متابعة ومشاهدة ما يحدث ؟... والله الموفق،،
إعداد مغلي الجميع
ابو د. بدر ...فالح الخطيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق