الاثنين، 9 يناير 2012

أي نوع من المشرفين التربويين أنت ؟

كل يوم خميس على المحبة نلتقي...(أي نوع من المشرفين التربويين أنت ؟)...(72)






  • ·    المشرف التربوي في أي نظام تعليمي ينظر إليه المعلمون نظرة يشوبها عدم الارتياح كون عمله يتصل بالنواحي الإشرافية والمتابعة.
  • ·    ومادام الأمر كذلك فإن علماء التربية يرون أن الإشراف من أعقد الوظائف التربوية, وأن المشرف التربوي في عمله يعتمد على العلاقة التي ربما تتحسن أو تسوء. 
  • ·     العلاقة هنا كما يصفها...(بلبرغ)...عام (1970)"بأنها لا تركز على مشكلات التعلم فحسب بل تتعداه إلى فهم جزيئات علاقة المشرف بالمعلم". 
  • ·     وبناء على ذلك فقد صنف المشرفون التربويون من حيث علاقاتهم مع المعلمين إلى أنواع منها: 
-      نوع يحاول من وجهة نظر محددة, إلى عدم رغبته في فرض رأيه على المعلم, ويرى أن دوره في الإشراف التربوي...هو إيجاد جو وبيئة تربوية يسمحان بقيام المعلم بالتدريس وفق الأسلوب الذي يراه ملائما وفعالا بالنسبة له...وكما أنه في أثناء مداولاته الإشرافية معه يسمح لكل معلم بالتحدث وإبداء رأيه في كل ما يتعلق بالعمل التربوي...ولعل كل ما ينشده المشرف التربوي من هذه المداولات هو أن تؤدي إلى توجيه كل معلم دون ضغط أو إجبار...والمشرف من هذا النوع لا يحاول أن يضبط عمل المعلم, اعتقادا منه أن الحرية بالنسبة له تؤدي به  في النهاية إلي النجاح، فالعمل لا يمكن أن يسير إلا إذا توفرت له الحرية.
-       وهناك نوع من المشرفين التربويين يضع في ذهنه تصورا معينا لأسلوب عمله فهو يختار من الأساليب ما يحقق له  ذلك التصور ولا يحيد عنه إطلاقا, إنه لا يهتم بالمعلم وحاجاته, واتجاهاته, وأفكاره, بل ينصب نفسه ملقناً لمعلم المادة والأساليب... بماذا؟ أو كيف يعمل ذلك المعلم؟...فالمشرف التربوي هنا هو العالم بالمادة العلمية وإستراتيجيات التدريس, والمعلم هو المسؤول الأول عن تحصيل التلاميذ ورفع مستواهم...وفي ظل هذا النمط من الإشراف التربوي تخمد المبادأة والابتكار لدى المعلم, ويفقد الثقة بنفسه...وفي أثناء مداولاته الإشرافية مع المعلم يسدي المشرف ما يريد من توجيهات أو تعليمات وما عليه إلا تنفيذها...ومثل هذا المشرف يعتقد دائما أن من واجبه إملاء واجبات وتوضيح كيفية إنجازها من قبل المعلم،  فالإشراف التربوي في نظره عملية تنحصر في إصدار توجيهات وتعليمات ومن ثم  يتمثل عمله في القيام بالتفتيش للتأكد من تنفيذ أوامره. 
-      وهناك نوع من المشرفين... ذو شخصية جذابة يعتني بمظهره، يحاول إعطاء المعلم آراءه بأسلوب فيه نوع من اللباقة حتى يصل بأفكاره إليه بطريقة توحي بأنه رقيق في تصرفاته لتطبيق ما يريده...ومثل هذا المشرف له القدرة على توجيه العمل لدى المعلم...والإشراف التربوي وفق هذا  النظام يمكن أن يكون إشرافا لبقا لطيفا لأداء العمل, ورغم أن المشرف لا يلقي الأوامر إلا أننا نجد أن المعلم - تقريبا - راضي عن العمل في ظل هذا النظام...ويرى في أسلوب عمله قيمة بالنسبة له. 
-      وهناك نوع آخر من المشرفين التربويين...متعاون مع المعلم ويحترم شخصيته ويشجعه على المباداة والابتكار، فهو يحاول دائما توفير الفرص الكفيلة بنموه الشخصي والمهني...حيث يتميز بهدوئه،  ويحاول إشراك المعلم في المناقشات للوصول إلى تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية المنشودة...اعتقادا منه أن من واجبه مساعدة المعلم على تحديد ما سيقوم به...والتفكير معه في أسلوب أداء ذلك العمل، كما يساعده على تنفيذ خططه وتقويمه. 
  • ·    وانطلاقا من التصنيف السابق لأنواع المشرفين التربويين،  فما عليك عزيزي المشرف إلا أن تسأل نفسك من أي نوع أنت؟ وبأي أسلوب من الأساليب السابقة تمارس به عملك في الإشراف التربوي  وما مدى تأثيرك على المعلمين ميدانيا، وما مدى قبولك في أوساط المعلمين تبعا لتلك النظرة؟. 
  • ·    وتحديدا لما ذكر فإن المسؤولية قد لا تقع بالضرورة على عاتق المشرف التربوي وحده، بل يتحمل جزءاً منها المسؤولون عنه...حيث إن المشرف قد لا يدرك تماما أبعاد عمله، وإذا أدركها نظريا فقد تفوته ممارستها وتطبيقها ميدانياً مما يخلق هوة بين النظرية  والتطبيق وقد يعزى ذلك إلى أسباب كثيرة منها: 
-      كثرة نصابه من المعلمين أحيانا حيث يحد من قدرته و إبداعه وعطائه ميدانيا.
-       تكليفه بالأعمال الإداريه مع أن واجبه  فني يتعلق بالمعلمين فقط.  
-      قلة الدورات التدريبية التي تعقد لفائدته أثناء الخدمة، حيث إن الغالبية يحتاجون إلى الالتحاق بتلك الدورات لتجديد أساليبهم العملية في الإشراف التربوي بما ينعكس على عطائهم ميدانيا. 
-      انطباعات  بعض المعلمين عن المشرفين التربويين...حيث إن بعض المعلمين لا يزال التفتيش عالقا في ذهنه.
  • ·     ولتصحيح مفهوم هذه السلبيات والعوائق في أداء المشرف التربوي...نحتاج إلى جهود وتعاون من الجميع ... لكن متى؟...مع مرور الزمن سنرى ماذا  يتحقق؟.


 
           إعداد مغلي الجميع


          ابو د. بدر...فالح الخطيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق