الأحد، 8 يناير 2012

عيد الفطر السعيد !



كل يوم  خميس على المحبة نلتقي...(عيد الفطر السعيد!)...(39)

 

 

 هكذا يأتي العيد ... عيد الفطر المبارك السعيد... وفيه يتداعى إلى ذهني بعض الهموم والذكريات الحزينة... فمن هم بالأمس معنا ... نجدهم اليوم رحلوا عنا... فهذا الأب ... وهذه اِلأم... وهذا الأخ ... وهذه الأخت... وهذا الابن... وهذا العم ... وهذه العمة ... وهذا الخال... وهذه الخالة ... وهذا الحبيب ... وهذا الصديق ... أبحث عنهم في كل مكان ... وفي أي زمان... وفي كل زاوية من زوايا منزلي ... في مذكراتي ... بين صفحاتي... فلا أجدهم ...لأن البعض منهم  قضوا نحبهم... والموت غيبهم... وليس أنا لوحدي من مر بالصدمة/الصدمات ... بل الكثير عانى ... ويعاني ولا راد لقضائه
 أبحث عنهم ... لأتحدث معهم ... فلا كلام لهم... ولا صدى ... يعيشون معي في كل ثانية بل كل دقيقة وساعة ... وفي كل يوم ... وفي كل ليلة ... في صلاتي لهم كل الدعوات ... وفي طريقي لهم بذلت كل الصدقات.
 فكم تفرحنا كلمة العيد... ويفز لها القلب شوقاً وطرباً... وكم نشعر بالحزن عندما نتذكر من شاركونا الفرحة بالأمس  قد غادروا هذه الدنيا الفانية هذا اليوم... ربما أنهم أسعد حالاً منا.. ولكننا مع هذا نفتقدهم... والأيام ربما ستنسينا كما نسينا غيرهم... هذه حال الدنيا... نعيش الحياة بما تحمله لنا من أفراح وأحزان وهموم... ونأمل أن يحقق لنا الله سبحانه وتعالى أفراحنا...بعد استلام الجوائز والهدايا التي يوزعها رب العباد لمن يحضر صلاة العيد... سائلين الله وإياكم أن نكون من المقبولين والفائزين.. وأن يختم لنا ما فيه الخير كل الخير.
 فالعيد هو فرحة بإتمام العبادة والشكر بأن يسر الله لنا صيام رمضان وقيامه...والعيد هو إظهار نعمة الله على عبده...بل هو موسم شرعي... وأمر رباني تحتاج إليه النفوس لإظهار البهجة والبسمة على الجميع.
 فهاهي أيام تمضي من رمضان بل أصبحت على وشك الانتهاء، ليأتي العيد، ومع ذلك يظل لهذا العيد  له نكهته، بل مازالت له أهميته القصوى في حياتي ... بل في حياة الجميع... لأنه ببساطة مرتبط بروحانية دينية هامة لنا جميعاً... ألا وهو شهر رمضان الكريم الذي أنزل فيه القرآن... والذي لا يملك الإنسان في هذه الأيام المباركة سوى أن يحمد الله سبحانه وتعالى على ما منَّ به على المسلمين من الصيام والقيام والدعاء لأمتنا الإسلامية والعربية ولنا ولأمواتنا بالرحمة والمغفرة.
 ونحن إذ نهنئ أنفسنا كذلك بالعيد لهذا العام... لنبارك للجميع بالعيد السعيد وندعوا الله أن يديم علينا نعمة الإسلام والإيمان والأمن والاستقرار.
 نعم سيأتي العيد بعد يومين تقريباً، فهل هو نفسه العيد السابق؟... ربما كان كذلك لدى البعض من الناحية الاسمية ولكن هل هو كذلك من حيث الفرحة به؟... أقصد هل هناك من تغيير فيه؟ وإن كان كذلك، فأي نوع نحن فيه من الهم والحزن؟ هل هو جميل أم غير ذلك؟هل يستطيع أن يجلس الإنسان/ العضو ... الصديق مع نفسه ولو للحظات قليلة ويكتشف نقاط الفرق بين هذا العيد وسابقه؟... والمفارقة بين الموقف/ المواقف السلبية والإيجابية فيما بينهما... من حيث الربح والخسارة .
 نعم الحياة فيها الزين والشين... فلماذا لا نبحث عن الأشياء الحلوة الجميلة لكي نراها... ونفرح بها... لغسل بعض أحزاننا وهمومنا.
 وبعيداً عن الهم والحزن ... وعما فقدناه من أحباب وأصحاب وأصدقاء...ألا يكفي هذا العيد جمالاً أننا التقينا فيه بأعز الناس إلى قلوبنا؟ أو على الأقل سمعنا صوتهم... أو من خلال (الرسائل... والمسجات... والدردشات)... ولو من بعيد واطمأننا عليهم وسعدنا أنهم بخير؟ ألا يكفي أننا عرفناهم بحقيقة مشاعرنا نحوهم وأننا لم ننسهم على الإطلاق...  ولم يغيبوا عن ذاكرتنا... كما غاب البعض عن هذه الدنيا الزائلة؟ ألا يكفي أننا من خلال هذا العيد أننا قمنا بإرسال "رسائل ومسجات" تهنئة لهم بالعيد السعيد... ألا يكفي هذا العيد جمالاً أن نصحح مفاهيمنا في الكثير من الأمور القاصرة التي كنا غير محقين فيها وأن نكون أكثر وعياً وإدراكاً وتفهماً لما يدور حولنا... وبخاصة في مجال التسامح مع الغير؟  
لاشك أن مفهوم العيد ومعناه يختلف من شخص لآخر بفعل العديد من المتغيرات المحيطة منها المكان، والزمان، والظروف، وغيرها... ولكننا حتما حينما نبحث عن الأشياء الجميلة في العيد سوف نجدها ... والسؤال هل يكفي أن نجدها أم أن نستمتع بها؟ وإذا استمتعنا بها، فكيف نستطيع أن نُطيل أمد هذا الاستمتاع وأن نوظفه لصالحنا وصالح من نُحب؟ ... بعيداً عن مآسي الحياة وأحزانها وهمومها؟ كيف.... وكيف ... ثم كيف؟
 •  أشياء كثيرة وكثيرة جداً يمكن أن نضيفها لجمال العيد لأن الجمال منظومة متكاملة، ورؤية شاملة، وحلقة متصلة.
 هكذا هو العيد حينما نعي أن الحياة تعاون على الخير كل الخير وبذل في العطاء كل العطاء ..والتسامح كل التسامح والعفو كل العفو... طلباً للرحمة والمغفرة من الله سبحانه وتعالى.
 فالعيد سوف نشعر بقيمته أكثر حينما نتهادى فيه بكل عفوية وبساطة، وحينما نؤكد من خلاله لأولئك الذين تبعدنا عنهم مسافات مكانية بعيدة، بأننا معهم... ولهم... لم ...ولن ننساهم لأن العيد يولد شوقاً والشوق يزيد من عمق المحبة والمحبة تقرب القلوب والقلوب حينما تسعد سوف تنظر للعيد وللحياة بمنظار أكثر جمالا وإشراقاً.
 جعل الله أيامنا وأيامكم زملائي الأصدقاء الأعزاء كلها أعياداً وكل عام وأنتم بألف خير... ولمن قضوا نحبهم وغابوا عنا ... أن يغفر الله لهم ويتغمدهم برحمته... ويسكنهم فسيح جناته.


إعداد مغلي الجميع


 ابو  د. بدر...فالح الخطيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق