كل يوم خميس على المحبة نلتقي...(الانتظار!)..(35)
* ما أقسى أن تتحول حياة البعض منا إلى سلسلة من الانتظار لا ينتهي من شيء (ما) حتى يعود إلى دوامة الانتظار ليترقب مرةأخرى...ليصبح ديدن حياة.
* فهل ياصديقي عرفت معنى الانتظار؟
*الإنسان وبخاصة الشباب جالس على قارعة الانتظار، والانتظار يمنح الحياة... فرحا...حزنا ... يتجاذب معهما وبهما ترقباً وقلقاً.
*الانتظار يكبر مع الإنسان ... مسار ملئ بمحطاته...يعيش على مقاعده... في غرفه... إنه مجموعة محطات في الحياة...انتظار التخرج...الوظيفة...الزواج ... الحلم بالمنزل ... كلها انتظار في انتظار ...فهناك من يعاني الانتظار نفسه؟
*انتظار.... في المستشفى ... البنوك... تفعيل الاشتراك في بعض المنتديات... البلدية... الهاتف ...الكهرباء... وكأن الجميع كتب عليه حتمية الانتظار.
*الانتظار يتراوح بين الإحباط والوجع وهموم الليل وثقوب الصباح ربما يعني موتاً...انكساراً ...خسارةً... مقاربة مع زمن عمر الحياة ... عليه سئم البعض من مدخلات وعمليات ومخرجات الانتظار.
*انتظار أمام الشباك... صالة المسافرين ... محطة القطار... على عتبةالباب... يأتي أو لا يأتي ... انتظار قاتل ... فالكل ينتظر ... حيث تتوقف عقارب الزمن ... ويجف نهر الوقت ... فهل فهمت يا صديقي/ صديقتي معنى الانتظار.
* هناك من ينتظر على احتمالات واقع الانتظار الذي لا ينتهي ... انتظار أقسى من الانتظار ... وهكذا تتسع دائرة الانتظار لتنتهي كما لو أن الإنسان داخل كهف في انتظار أن تنبلج صخرةالباب عن بصيص أمل... وتنفرج عنه أزمة الانتظار.
* ماأقسى الانتظار إذا جلس الشخص منتظراً شيئاً (ما) ولا يعلم... أين ...ومتى ...وكيف ... ولماذا ...وماذا ؟... ينتج عن ذلك الانتظار من معطيات ونتائج؟... لأن ذلك يشكل حرباً مع الذات... وجلد للذات... فالانتظار لدى البعض إما له أوعليه، إما يجعله سعيداً ... أم شقياً.... فالانتظار يزرع قسراً بين الأيام وكذلك الليال.
*الانتظارتحول إلى إدمان وفق أجندته ... حيث تضيع الأعمار من أجل الانتظار إذ ليس في اليد حيلة لدى البعض إلا الانتظار.... حيث تموت الدقائق وجعاً بين أشواك الانتظار... والحيرة كمدا بين محطاته.
* تمرغ البعض برمال الانتظار وصفوفه ... والبعض ذاق حلاوته ...والبعض الآخر تلوع بمرارته.... فكيف ترى ياصديقي/ صديقتي الانتظار ... إنه خارطة لغابة ممتدة مجهولة ؟ حتى أصبح البعض يكره شيئاً اسمه الانتظار... ومن كثرته تولد لديه حالة الانفجار...لماذا؟... فانتظار العرب يقاس بعدد الساعات والأيام مقاربة مع الغرب الذي يقاس بالثواني ...فهناك من يحترم الوقت ... وهناك من يزهق عمليات الوقت للانتظار...مع أن دم العرب حار ... ودم الغرب بارد ومع هذا يحترمون الوقت ...وأعني وقت الانتظار عكسنا تماماً.
*وأخيراً نطق صديقي - بعد برهة - قائلاً: لكي يتم الانتصار على الانتظار... ما عليك إلا بحذف عصا الانتظار ... لتتحول إلى كلمة انتصار... بذلك ننتصر على حشود الانتظار في حربنا القائمة عليه...لكي نمزق أوراقه... ونحرق ما بقي من قواميسه.
إعداد مغلي الجميع
ابو د. بدر... فالح الخطيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق