كل يوم خميس على المحبة نلتقي...(القـرار!)...(33)
• لا شك أن هناك فئة من الأشخاص / الأعضاء/ الأصدقاء... يجعلون من حياتهم نسخة أخرى من حياة أشخاص/أعضاء ... أصدقاء آخرين... ربما يكونوا أقرباء ... مسؤولين .... وبخاصة فيما يتعلق باتخاذ القرار/ القرارات لأنفسهم... فهؤلاء الأشخاص/ الأعضاء الأصدقاء... لا يملكون حياتهم ... بل هم ملك لغيرهم ... لانخفاض أرائهم وقراراتهم... التي تمثل مستوى شخصياتهم الضعيفة... فماذا تتوقع من هؤلاء ... النجاح أم الفشل؟ ... فالفشل سيكون مصيرهم ... عطفاً على ما انطلقوا منه... من حيث جعل إرضاء الطرف الآخر هو الأمر الأمثل على حساب ذواتهم.
• أنا... أنت ... هو ... هي ... عبارة عن شخص / أشخاص تتمثل في رب الأسرة ... المدير... المدير العام ... المسؤول... الرئيس ... المشرف العام... المشرف التربوي... المشرف بالمنتدى/ المنتديات الخ... هؤلاء ينظروا إلى حياتهم على أنها عبارة عن سلسلة متواصلة من القرارات ... هذه القرارات قد تكون جيدة ... مناسبة... وربما تكون غير ذلك.
• واتخاذ القرار من المهام الصعبة التي تواجه الشخص في بيته ... عمله ...إشرافه... قيادته... وقد لا يتبين النجاح أو الفشل على الشخص إلا بعد الحكم على ما اتخذه من قرار /قرارات ومدى صوابها من عدمها... وقدرته في نجاحها وإنجاحها... لأنها تمثل منظومة تعطي مؤشراً بالنجاح أم بالفشل.
• والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه ماذا يعني القرار ... وماذا يعني اتخاذه؟
• فالقرار يعني "مسار فعل يختاره الشخص باعتباره أنسب وسيلة متاحة أمامه لتحقيق الهدف / الأهداف التي يريد أن يحققها لحل مشكلة تشغله في حياته الشخصية أو المهنية".
• أما بخصوص اتخاذ القرار فيعني " أنها عملية أو أسلوب لاختيار البديل الرشيد من بين البدائل المتاحة لتحقيق هدف معين ومحدد"... ومعنى هذا.... أن الشخص /العضو يقرر بناءً على ما لديه من خبرة/خبرات سابقة... أو موقف/ مواقف مر بها في حياته.
• إلا أن بعض الأشخاص/ الأعضاء، الأصدقاء... لا يزال البعض منهم تمارس الوصاية عليه، من قبل البعض وعلى مناحي حياته، بحيث لا يستطيع اختيار ما يناسبه ولا يتخذ القرارات الشخصية بنفسه مثل قرار ... الزواج ... الطلاق... الشراء / البيع... سواءً فيما يتعلق بالمنزل ... أو حتى في سوق الأسهم... أو التسجيل في الجامعة وفق تخصص معين... أو كتابة موضوع، أو تقرير، أو رسالة، أو مشاركة، أو إعطاء رأي في قضية أو حلها... الخ.
• فتلك أمثلة واقعية يعيشها الأكثرية بشكل يومي ... ولا يستطيعوا اتخاذ القرار/ القرارات المناسبة بشأنها... لأن الشخص/ العضو لم يفكر، ويسأل نفسه ... ماذا يريد؟ وماذا يجب أن يحققه لنفسه، دون أن يكون هناك تدخلاً من أحد أو إضفاء إرهاصات من خارج الذات الإنسانية... حتى لا يندم... بل ويعض أصابع الندم بعد فوات الأوان.
• الشخص/ العضو الصديق في حاجة إلى أن يتخذ القرار بنفسه " فإذا لم يكن يعرف وفق خارطة إلى أين يسير، فإنه ربما ينتهي به المطاف إلى مكان آخر"... وهذا هو الأمر الذي لا نريده على وجه الإطلاق.
• فالقرارات الجريئة تحتاج -أحياناً- إلى الشورى ... ولا تحتاج إلى الوصاية على العقول لتمريرها وفق الأمزجة /المزاج بذلك تكون النتيجة تأتي وفق مصالح شخصية معينة فقط....لكن إذا كان الأمر مبنياَ على الشورى... تحقيقاً لما ورد من نصوص في القرآن الكريم حيث يبين لنا في غير موضع أن الشخص / العضو الصديق ينبغي له أن يستأنس بذوي الخبرة ثم عليه أن يتخذ قراره متوكلاً على الله سبحانه وتعالى حيث يقول: "فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين" ... ويتبين هنا بعض ملامح اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم لقراره من خلال نصوص القرآن والحديث وبعض مواقف السيرة النبوية حيث يتضح ذلك في موقف الصحابي الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم لاتخاذ موقع في غزوة بدر "أمنزل أنزلكه الله أم هي الحرب والرأي والمكيدة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل هي الحرب والرأي والمكيدة... فأشار عليه الصحابي بموقع آخر ليكون مقراً للجيش فاستمع النبي صلى الله عليه وسلم لكلامه ونزل عند رأيه... وما أقره رسول الله صلى عليه وسلم لسلمان الفارسي رضي الله عنه في حفر الخندق حول المدينة في غزوة الأحزاب.
• كما أن الكل يتفق أن القرار الجيد هو القرار المدروس جيداً، بمعنى أن الشخص/ العضو قبل أن يتخذ القرار عليه دراسة جميع الخيارات بعد أخذ الوقت الكاف للتفكير فيه/ فيها.
• وعليه فإن بعض القرارات تتخذ باستخدام قدر يسير من التفكير... وبعضها الآخر تتخذ من خلال إسقاطات تمارس من أشخاص / أعضاء آخرين وفق تحيزات معينة... وذلك عندما جاءت ابنتي ((جيجي)) ودموعها تتقاطر ... وفاغرة فاها ... وهي تشير إلى بلعومها حيث علق فيها أحد عظام السمك على أثر تناول وجبة غداء فالحيرة هنا وفق الموقف أخذ مني مأخذه... لأن الأمر يحتاج وبسرعة إلى كيفية التعامل مع اتخاذ القرار السريع عند إنقاذ غريق... أو حريق لا سمح الله... وهكذا.
• وإذا أردت أن تتحقق من هذا الجانب فاقرأ في المنتدى / المنتديات ... لتقف بنفسك على حقيقة ما ذكر... وتأتي على رأسها قرارات هيئة سوق المال... وغيرها تلك القرارات التي تأتي تحت تأثير الوصاية.
• أما عن رب الأسرة في المنزل... فافرض أن ابنتك/ أختك تقدم لها خاطبان ... وقدما السيرة الذاتية الأولية المنطوقة لك بأنفسهما في وقت واحد... مع توافر اختلاف الصفات بين الإيجابيات والسلبيات لكل منهما... ثم تعرفت على جميع المعلومات لتختار من بين البدائل المناسبة الذي يمكن من خلاله أن يتم الاختيار بناءً على ما قدماه ... بعد تطبيق النظرة الشرعية وموافقة البنت/الأخت ... لكن يبقى قضية الاختيار بينهما في ذلك ... لموازنة تلك المقاربات بينهما... فإن الاختيار ربما يكون صعباً جداً ... عطفاً ليس على الاستشارة بل خوفاً من الإرهاصات التي تمرر لتنفيذ قرار معين على حساب آخر ... ربما يكون سليماً ... وربما يكون خاطئاً.
• كما أن قرارات المتداول في سوق الأسهم ربما تغيب عنه المعلومة الجيدة لكي يتخذ القرار السليم ... نظراً لغياب الشفافية والتقارير المستندة إلى حقائق متميزة التي يمكن الاستئناس بها مستقبلاً.
• فالقرار يحتاج إلى تفكير... سرعة بديهة... ثقافة ... مهارة ... فلسفة... قبل اتخاذه.. والله ولي التوفيق.
إعداد مغلي الجميع
ابو د. بدر... فالح الخطيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق